نزوى- مكتب عمان – سعود آل ثاني -
يسبق موسم تفتح الورد بنيابة الجبل الاخضر نضج محاصيل الفاكهة، ويطل الورد بجمال منظره بين روعة المدرجات الزراعية، ويفوح بعطره بين الاحياء السكنية من المصانع التقليدية المسماة محليا (الديهجان) ومع بداية كل موسم ينشغل الجميع بمدى وفرة المحصول، والانتاج المتوقع.
وقال المواطن بريك بن محمد بن سيف الريامي أحد الحرفيين الذي تمسك بمواصلة هذه الحرفة بعد تعثر صحة ابيه: «اننا نفخر بالحرف الأصيلة التي قام بها الاباء، والاجداد على مر السنين بهذا البلد العريق، وحرفة تقطير ماء الورد من الحرف التي تشتهر بها النيابة منذ القدم وكميات المحصول وفيرة هذا العام وبالتالي سيكون الإنتاج والمردود وفيرا، وماء الورد المصنع بعملية التقطير بهذه المصانع مرغوب فيه كثيرا، ويتزايد عليه الطلب لاستخدامه كعطر محلي شخصي، وتقديمه للضيوف في المناسبات، ولتجميل نكهة الحلوى العمانية والقهوة، وانتاجنا ينفد بسرعة قبل ان نسوقه بالاسواق المحلية، ويتراوح سعر (الغرشة ) الزجاجة الواحدة بين ثمانية إلى تسعة ريالات عمانية.
وعن عملية التصنيع، قال: مصانع الديهجان تتفاوت في السعة على حسب كميات المحصول لدى المزارع او الحرفي منها ما يتكون من ثماني برمات ومنها ما هو برمتان، وبعض الحرفيين هم من المزارعين وتتوافر لديهم اشجار الورد، وهم من يستفيدون بتحقيق مكسب أفضل، وآخرون يعتمدون على الطناء أي شراء المحصول عن طريق المزايدة .
ويتعاون أفراد الاسرة مع بعضهم في موسم التصنيع الذي يكون بصفة متواصلة فمنهم من يقطف الورود في الصباح الباكر ومنهم من ينظم ويشرف على عملية التصنيع، ويرتب الانتاج.
والديهجان المحلي الصنع يعطي طابعا تقليديا مميزا مهما حاولنا تحديثه وتطويره، وتجد الانفس تتوق له من موسم لآخر، والزائر يشده حب الاستطلاع واكتشاف تراث الاجداد من خلال زيارته لهذه المصانع والتعرف على الوسائل والادوات المستخدمة في عملية التصنيع.