طاقة الإنسان

سعيد بن سالم المعني -

أعزائي القراء ها نحن نعود مرة أخرى مع رحلة السعادة بعد مكوثنا في المحطة السابقة عدة أسابيع لنواصل بعدها مع هذه الرحلة إلى محطة جديدة ألا وهي طاقة الإنسان في النفس البشرية.

إن الدوافع والطاقات الداخلية في ذات النفس البشرية تأثيرها أقوى بكثير من أي دوافع خارجية وما يستطيع الإنسان أن يطلقه من تلك الطاقات لهي كفيلة لإحداث إنجازات وتغيرات جذرية في حياة الإنسان من خلال ما يحدثه من إنجازات وإبداعات واختراعات، فبعض البشر يغفل كثيرًا عن معرفة ما يكمنه في نفسه من طاقات. فاكتشاف الذات لهو أمر في غاية الأهمية لإحداث تغيرات في حياة الإنسان لما تحمله الذات البشرية من مهارات ومواهب يستطيع من خلالها الإنسان أن ينجز الكثير والكثير في هذه الحياة حيث قال الله تعالى: (وفي أنفسكم أفلا تبصرون).

فالإنسان مطالب أن يحاكي النفس ليتيح لها التأمل والتفكر في ما خلق الله ولينشط قدراته العقلية فيقول الله سبحانه وتعالى: (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت والى السماء كيف رفعت والى الجبال كيف نصبت)، فلا بد للإنسان أن يعلم بان الفرص في هذه الحياة متاحة للجميع، وكل فرصة لها من المهارات والمواهب ما يناسبها فعندما نقوم بعمل ما وفق ما هو متناسب مع تلك المهارات والمواهب والطاقات التي وهبنا الله إياها فان ذلك العمل بلا شك يرافقه الكثير من النجاح والتميز، ولا يمكن أن يتم ذلك إلا إذا اكتشف الإنسان إمكانياته ومهاراته وطاقاته ليوظفها بما يناسبها.

إن عمارة الأرض لهي مسؤولية الجميع، وليست حكرًا على أحد وكل إنسان مطالب بعمارة الأرض وفق ما وهبه الله من طاقات فعندما يوظف تلك الطاقات فان مردود عمارة الأرض سيكون خيرًا كثيرًا، وفي المقابل أيضا لابد للإنسان أن ينجز ويسعى لاستغلال تلك الفرص وفق ما أعطي من طاقات لا أن يرهق نفسه فوق طاقتها فلجسدك عليك حق، وكما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اكلفوا من العمل ما تطيقون) وقال أيضا: (إن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلت).

وأخيرا نقول: إن توظيف الطاقات في أعمالنا وحياتنا مع اليقين في النفس إننا نستطيع من خلالها أن نبدع وننجز لكفيلة لحدوث إنجازات وتميز ونجاح مستمر. وفقنا الله وإياكم إلى ما فيه الخير دائمًا والى لقاء قريب مع محطة أخرى من محطاتنا في هذه الرحلة استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.