انطلاق أعمال المؤتمر الدولي لمواجهة مشكلة المد الأحمر وتأثيرها على محطات تحلية المياه

بمشاركات دولية وعربية ويستمر لمدة يومين -

كتب – زكريا فكري -

قال سعادة محمد بن عبدالله المحروقي رئيس الهيئة العامة للكهرباء والمياه ان مشكلة الطحالب الضارة او ما يسمى بالمد الأحمر بدأت تنتشر في المنطقة وتؤثر على الثروة السمكية ومحطات تحلية المياه بالسلطنة لا سيما وان بعض هذه المحطات قد توقف بالفعل عن العمل نتيجة وجود الطحالب بكثرة. واوضح سعادته ان الهيئة بدأت في اتخاذ تدابير لمعالجة هذه المشكلة منذ عام 2009 بانشاء محطات تحلية المياه الجديدة في مناطق متباعدة وليس في مكان واحد كأن تكون في قريات والغبرة وصحار.. وهكذا، اضافة الى محاولة ربط محطات المياه بعضها ببعض عبر شبكة موسعة لسد أي عجز في تدفق المياه في حالة وجود عطل بإحدى المحطات، كذلك التوسع في انشاء خزانات المياه وتنفيذ ذلك بطريقة مرحلية. واضاف سعادته في تصريحات صحفية على هامش افتتاح المؤتمر الدولي حول تكاثر الطحالب الضارة وتحلية المياه بفندق انتركونتيننتال – مسقط امس، اننا نحاول من خلال هذا المؤتمر ان نصل الى حلول علمية تقلل من ظاهرة الطحالب الضارة والحد منها وتنفيذ تجارب علمية للمعالجة تصلح للبيئة العمانية حيث ان هناك العديد من التجارب التي استخدمتها الدول الاخرى في مواجهة الظاهرة نحاول ان نستفيد منها واستعراضها في هذا المؤتمر، وقال سعادته ان اعطال المياه او الانقطاعات هي مسألة تكون طارئة ولها أسبابها ومنها ما يتعلق بالطحالب او الصيانة الدورية او النقل والتوزيع مشيرا الى ان التجارب الاخيرة اثبتت وجود تفهم من المستهلكين وترشيد للاستهلاك.


وكان سعادة محمد بن عبدالله المحروقي رئيس الهيئة العامة للكهرباء والمياه قد رعى امس افتتاح مؤتمر الطحالب الضارة وتحلية المياه، ويستمر يومين يناقش خلالهما مشاكل الطحالب الضارة وأضرارها بالنسبة لمحطات تحلية المياه وكيفية التعامل مع هذه الظاهرة الطبيعية التي تنتج جراء التيارات البحرية التي تحدث في قاع البحر حيث يشارك في المؤتمر عدد من الخبراء للتحدث عن المشاكل والحلول الواجب استخدامها بالاضافة الى التقنيات المتطورة وكيفية استغلال التقنية الحديثة للتقليل من أضرار الطحالب في عملية التحلية.

في بداية المؤتمر تحدث حمد الحسني مدير دائرة جودة المياه بالهيئة ان المياه عنصر أساسي في الحياة وعصب رئيسي للمشاريع الاجتماعية والاقتصادية والصناعية والتنموية، لذا تسعى مختلف الدول إلى توفير المياه الصالحة للشرب بشكل مستمر وإلى تحقيق الأمن المائي من كافة المصادر المتاحة لديها.

وقال ان الموقع الجغرافي للسلطنة يتسم بقلة الموارد المائية الطبيعية، وتسارع نضوب المياه الجوفية وزيادة ملوحتها وندرة سقوط الأمطار بها، فضلاً عن الزيادة المطردة في الطلب على المياه لتلبية الاحتياجات الأساسية للسكان ومتطلبات مشاريع التنمية الشاملة التي تشهدها البلاد والنمو السكاني المتزايد ومن أجل تطوير وتحديث المرافق الحيوية لقطاع المياه ورفع إنتاجيته وتلبية الطلب المتنامي على المياه.

لذا يأتي تنظيم مؤتمر تكاثر الطحالب الضارة وتحلية المياه من منطلق الأهمية التي تمثلها تحلية مياه البحر لكثير من الدول والتي تعتمد اعتمادا كليا عليها كمصدر أساسي وتعتبر السلطنة من الدول التي تعتمد على تحلية مياه البحر لاستخدامها في عدة أغراض منها استخدامات الشرب والزراعة والصناعة وخلافه، كما تعتبر ظاهرة المد الأحمر من الظواهر التي تمثل خطورة على استمرار هذا المصدر للمياه ويحد من استمراريتها لما يمثله من عائق في تدفق المياه لمحطات التحلية.

وقال الحسني خلال كلمته في المؤتمر ان السعة الانتاجية المركبة لمحطات تحلية المياه قد وصلت في عام 2013م إلى اكثر من (850) ألف متر مكعب من المياه المحلاة يومياً في حين وصلت خطوط نقل المياه الرئيسية من مختلف السعات إلى 2050 كيلومترا وخطوط توزيع المياه إلى اكثر من 6660 كيلومترا موزعة على جميع محافظات السلطنة، كما ارتفع عدد المشتركين إلى 340.982 مشتركاً مقارنة مع 315.158 مشتركاً في عام 2012م أي بنسبة زيادة بلغت 8%.

وقال حمد الحسني مدير دائرة جودة المياه ان الهيئة العامة للكهرباء والمياه تعمل على دعم تنظيم مثل هذه المؤتمرات لما لها من مردود إيجابي في توفير فرص تبادل الخبرات وبما ينعكس على تحسين صناعة تحلية المياه في دول المنطقة والعالم ووجه الشكر الى مديري الجلسات الحوارية والمتحدثين والمشاركين من السلطنة وخارجها ومن مختلف الوزارات والهيئات الحكومية وغير الحكومية والمنظمات والشركات الخاصة والشريكة من أجل مناقشة هذه الظاهرة وتأثيرها على محطات تحلية المياه.

يذكر أن الهيئة العامة للكهرباء والمياه تعمل على توفير المياه الصالحة للشرب من خلال بناء شبكات نقل وتوزيع المياه ذات جودة وفاعلية عالية للوصول الى تغطية 98% من سكان السلطنة بحلول عام 2040م.

وألقى كل من ك. أوكوين مدير مركز الشرق الأوسط لأبحاث تحلية المياه وماك كارثي رئيس مشارك بالمؤتمر والدكتور جون أندرسون كلمة ترحيبية وكلمة الافتتاح حيث تم استعراض عام لظاهرة انتشار الطحالب الضارة ومظاهرها واثارها وبعض التجارب الدولية في معالجتها.


تجارب وبحوث علمية


هذا ويشارك في المؤتمر مجموعة من أبرز المتحدثين والخبراء وممثلي المنظمات الدولية والهيئات المحلية المعنية بتحلية المياه على المستوى المحلي والعربي والدولي، ويتميز المؤتمر بغنى وتنوع المواضيع المطروحة للنقاش، الأمر الذي ينعكس إيجاباً من خلال تبادل الخبرات في مجال الطحالب الضارة وتحلية المياه.

وسوف يناقش المؤتمر عددا من أوراق العمل من داخل السلطنة وخارجها من عدد من الدول أهمها ورقة عمل حول تكاثر الطحالب الضارة وما تسببه من اشكاليات لمحطات تحلية المياه، ولمحة عامة حول مآخذ مياه البحر ومعالجة المياه وتحليتها، وسموم الطحالب في مياه البحر ومياه الشرب بالإضافة إلى مشاهد لوصف المخاطر مع التركيز على التقنيات المستخدمة في الكشف عنها، وتأثير الطحالب الضارة على المياه المحلاة الموردة لميناء صحار الصناعي، وتأثير الطحالب العضوية وجزيئات أيكسوبوليمر على التناضح العكسي والأغشية خلال تكاثر الطحالب، وتأثير تكاثر الطحالب على معالجة UF وSWRO.

كما سوف يركز المؤتمر على عمليات المعالجة من خلال عدة مواضيع أهمها إزالة مركبات السموم والطعم والرائحة باستخدام الأغشية والعمليات المرتبطة، وجمع عمليتي التخثر والترشيح لمعالجة مياه البحر المحلاة وأدائها خلال تكاثر الطحالب البحرية، والتقنية المعتمدة لدى فيوليا في الحماية من الطحالب الضارة، وتقنية إزالة العوالق النباتية عن طريق KMWH، بالإضافة إلى المعالجة بالأكسدة والتخثر والترشيح لمياه البحر الأحمر. كما سوف يتم التركيز على التقنيات الجديدة في تعويم الترشيح باستخدام أغشية السيراميك، ومعالجة مآخذ التناضح العكسي المسمى DAF. أما فيما يتعلق بالتحكم في تكاثر الطحالب فسوف يتم طرحها من خلال عدة أوراق عمل أهمها: فرص التحكم بتكاثر الطحالب في مرافق تحلية المياه، وتكاثر الطحالب الضارة بسبب Cochlodinium polykrikoides: البيئة العالمية واستراتيجيات التخفيف الفعالة، والتحكم في تكاثر الطحالب الضارة عن طريق طلاء الزنك المفعل بأشعة الشمس، والآثار المشتركة للموجات الكيميائية والفوق صوتية لوقف نمو Enteromorpha prolifera.


جلسات اليوم الثاني


هذا وسوف يتواصل المؤتمر اليوم من خلال عدة أوراق عمل تركز على مواضيع توزيع وحيوية تكاثر الطحالب بشكل عام منها الطحالب الضارة وتغير المناخ: المراقبة والتنبؤ والإدارة، وتوسع رقعة الطحالب الضارة في مياه السواحل العمانية والمخاطر المحتملة على محطات تحلية المياه ولمحة عامة حول ظاهرة الطحالب في الخليج العربي وبحر عمان – ووسائل التخفيف منها والتأثير البيئي، والمد الأحمر وتكاثر الطحالب الضارة في المياه الساحلية لليمن. كما سوف يناقش تقنيات الكشف والتنبؤ بالطحالب الضارة حيث إنه سوف تقدم أوراق عمل حول المراقبة والتنبؤ بمخاطر الطحالب الضارة على التحلية باستخدام بيانات من المياه والأقمار الاصطناعية، وطرق مُحسنة شبه آلية لتحديد العوالق، والملاحظات المستقاة من الأقمار الإصطناعية للطحالب السامة في الخليج العربي في خريف 2013، ورصد الطحالب الضارة باستخدام التقنيات البصرية، ومراقبة الطحالب بناء على بيانات زمنية مستشعرة عن بعد، ومراقبة والتنبؤ بتكاثر الطحالب الضارة في المياه الأسكتلندية، وتكاثر الطحالب الضارة في عملية تحلية المياه: الاستراتيجيات وأساليب عملية مستدامة.