سالم العوفي: لا تأثير لتراجع أسعار النفط على برنامج الإنتاج والاستكشاف في 2015

تنمية نفط عمان توثق تطور صناعة الغاز بتدشين كتاب (الطاقة الخفية) –

كتبت – أمل رجب –


قال سعادة سالم بن ناصر العوفي وكيل وزارة النفط والغاز: إن خطط إنتاج النفط للعام المقبل تتضمن توقع رفع سقف الإنتاج اليومي الى 980 ألف برميل مقارنة مع 945 ألف برميل كمتوسط يومي في العام الحالي، وتأمل الحكومة في أن يزيد الإنتاج قليلا عن هذا المستوى، لكن في ظل الوضع الحالي وبناء على الأرقام الخاصة بحجم الإنتاج المتوقع لدى الشركات المنتجة للنفط فإن مستوى الإنتاج اليومي سيكون عند المستوى المشار إليه.

وجاءت تصريحات سعادة سالم بن ناصر العوفي على هامش رعايته لاحتفال شركة تنمية نفط عمان أمس بالعيد الوطني الرابع والأربعين والذي تم خلاله تدشين كتاب (الطاقة الخفية في عمان) الذي يوثق مسيرة تطور صناعة الغاز في السلطنة.

وأضاف سعادته سالم بن ناصر العوفي: إنه خلال السنوات التالية لعام 2015 فإن حجم الإنتاج سيعتمد على الاكتشافات الجديدة وإمكانية زيادة إنتاج الحقول الحالية والهدف العام للحكومة هو الحفاظ على إنتاج ثابت حوالي 950 ألف برميل يوميا وهذا الإنتاج قد يقل أو يزيد من عام لآخر تبعا للإنتاج.

وأوضح أن تراجع أسعار النفط عالميا لن يؤثر على برنامج الاستثمار في الإنتاج والاستكشاف في السلطنة خلال العام المقبل لأن هذا البرنامج يتم التخطيط له مسبقا وقد انتهى إعداده بالفعل أما في السنوات التي تلي عام 2015 فإن القرار الخاص بتقليص أو توسيع برنامج الإنتاج والاستكشاف يتوقف على المدى الذي سيستمر فيه تراجع أسعار النفط واستمرار هذا التراجع بالفعل يمثل تحديا أمام برنامج إنتاج النفط في السلطنة، لكن سعادته اكد على أن قطاع النفط والغاز ما زال مربحا وهو مصدر العائدات الأكبر والأهم بالنسبة للسلطنة رغم ما شهدته الأسعار من تراجع والوقت ما زال مبكرًا للحديث عن أي خفض للإنتاج.

وحول التحديات التي تواجهها صناعة الغاز في السلطنة قال سعادته: إن التحدي الأكبر هو التوزيع المعتدل للإنتاج لأن هناك اكثر من مستهلك للغاز وفي مقدمتها قطاع الكهرباء وهو مهم للغاية نظرًا لضرورة الكهرباء وهناك استهلاك شركات النفط والغاز للغاز اللازم لاستخراج النفط المعزز ثم القطاع الصناعي ومن بعده التصدير الذي له عائد مادي كبير بالنسبة للسلطنة، وفي النهاية هناك المشروعات الصناعية المستقبلية .. وتظل الأولوية دائما هي الاستهلاك المحلي وهناك بعض الشركات المحلية التي تواجه مشكلة بسبب نقص الغاز، وطالما أن الاعتماد الرئيسي في إنتاج الكهرباء سيظل على الغاز فمن المرجح أن تستمر هذه المشكلة والحلول ستكون ضيقة مثل الاكتشافات الجديدة وزيادة الإنتاج ونأمل انه بحلول 2018 فإن مشروع خزان الذي هو تحت مسؤولية شركة بي بي البريطانية سيبدأ الإنتاج وأيضا سيبدأ إنتاج حقل أبو طبول التابع لشركة نفط عمان العام الحالي وتوجد اكتشافات جديدة مستقبلية لدى شركة تنمية نفط عمان ونتمنى انه بنهاية العام الحالي سيمكننا تحديد حجم الاكتشافات الجديدة في الشركة.

وأضاف سعادته: إن ترشيد الاستهلاك وإيجاد مصادر جديدة للطاقة سيساعد في توجيه غاز اكثر للصناعة المحلية وعلى سبيل المثال هناك مشروع إنتاج البخار بالطاقة الشمسية في حقل أمل وهو من المشروعات التي يمكن أن تساهم في توفير الغاز.

وحول كلفة استخراج الغاز قال سعادته: إنه في البداية يتم الاستثمار بدون أي عائد لكن بعد بدء الإنتاج تكون هناك فقط تكاليف التشغيل وبالتالي تقل نفقات الاستخراج الى حد كبير وفي الوقت الحالي تتراوح تكلفة التشغيل بين 2 و3 دولارات وسعر التصدير أعلى بكثير.

ويتكون كتاب (الطاقة الخفية في عمان) من 193 صفحة تحكي دور الشركة في استكشاف الغاز وإنتاجه وقام بإعداد الكتاب تيرنس كلارك سفير المملكة المتحدة الأسبق لدى السلطنة ويستعرض الكتاب المراحل المهمة التي مرت بها صناعة الغاز والفرص والتحديات أمام هذه الصناعة وأهم المحطات التي مر بها استخراج الغاز مثل الافتتاح الرسمي لأول محطة غاز بجبال في أكتوبر 1978 تحت الرعاية السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد – حفظه الله – والذي أولى اهتماما كبيرا بتطوير صناعة النفط والغاز في السلطنة منذ استكشاف أول مكمن وحتى الوقت الحالي الذي يتم فيه استغلال الغاز غير التقليدي.

وقال راؤول ريستوشي مدير عام الشركة: إن الكتاب يدون رحلة الشركة على مدار أربعة عقود وهي تحتل اليوم الريادة في تزويد البلاد باحتياجاتها من الغاز وتنتج حاليا نحو 90 مليون متر مكعب من الغاز يوميا للاستهلاك المحلي وللتصدير للخارج.

وأشار إلى إن الغاز اصبح اليوم لا يقل أهمية عن النفط فهو الوقود المفضل في التنمية وتوليد الطاقة وصناعة البتروكيماويات والاستخلاص المعزز للنفط وقد تضاعف إنتاج الشركة من الغاز والمكثفات منذ عام 1999 ليشكل الآن اكثر من نصف إنتاج الشركة من الهيدروكربونات.

وأضاف: إنه أصبح معروفا أن عهد إنتاج الغاز السهل قد ولى والآن تواجه السلطنة إنتاج الغاز من مكامن غاز اكثر إحكاما وموجودة على مسافات أعمق وهو ما يستلزم توظيف التكنولوجيا والتقنيات الحديثة لتحسين الاستخلاص.

وأوضح أن الشركة تقوم بتنفيذ استراتيجية واسعة النطاق تستهدف الحفاظ على الغاز وتشمل التوليد الثنائي والحد من الاشتعال إضافة الى مشروعات رائدة لكفاءة الطاقة مثل مشروع مستنقعات القصب الصناعية في حقل نمر والذي سيوفر 24 مليار قدم مكعب خلال عقد من الزمن باستخدام قوى الطبيعة لمعالجة مشكلة التخلص من المياه العميقة المستهلكة للطاقة.

وأضاف: إن إنتاج الغاز يشهد تطورات مهمة للغاية فلدى الشركة الآن واحد من اهم الاكتشافات في تاريخ السلطنة وهو حقل مبروك العميق في شمال منطقة الامتياز والذي تقدر احتياطياته بنحو 3 تريليونات قدم مكعب من الغاز، وتحت إشراف فريق إنجاز المشروعات المركزية نخطو خطوات مهمة في مشروعات ثلاثة في رباب – هرويل وجبال – خف وبدور حيث يتم التعامل مع كميات ضخمة ومعقدة من الغاز الحامض وتواجهنا تحديات عدة تتعلق بالتصميم والهندسة والسلامة ولكن نرجو إنتاج 10 ملايين متر مكعب يوميا من الغاز.

وحضر التدشين ممثلين من شركة شل – عمان والشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال وعدد من أعضاء مجلس إدارة الغاز بالشركة وجاء تدشين الكتاب ضمن سلسلة فعاليات نظمتها تنمية نفط عمان وتستمر أسبوعا بمناسبة الاحتفال بالعيد الوطني المجيد.