السلطنة تحتفل اليوم بالعيد الوطني الـ44 المجيد بالمضي قدمًا في تعزيز مسيرة التقدم والازدهار




- جلالة السلطان امتلك رؤية واضحة لما يتمناه لعمان الوطن والشعب والدولة


-عمان تمد يد الصداقة والسلام إلى العالم مستمدة ثوابتها من إرثها الإسلامي والقيم العربية الأصيلة


- جلالته رسم مسيرة النهضة العُمانية لتكون مزيجًا من الأصالة والمعاصرة


- السياسة الخارجيّة العمانية تستقي أصولها من النهج العقلاني لجلالة السلطان في نظرته إلى الأمور وتقييمها بحكمة وموضوعية


- السلطنة تسعى دومًا إلى حل الخلافات بالحوار الإيجابي وبالطرق السلميّة وتعمل من أجل تعزيز السلام والأمن والاستقرار الإقليمي والدولي


مسقط - الرؤية - العمانية


تحتفل السلطنة اليوم (الثامن عشر من نوفمبر) بالعيد الوطني الرابع والأربعين المجيد، لتعود إلى الأذهان ذكرى ميلاد النهضة العمانية الحديثة التي انطلقت قبل أربعة وأربعين عامًا إلى آفاق التقدم والازدهار والانفتاح على محيطها الإقليمي والدولي، ولتمد يد الصداقة والسلام إلى مختلف دول العالم بمرتكزات سياسية تستمد ثوابتها من هويتها العمانية الهادئة وثقافتها المنبثقة من إرثها الإسلامي، وقيمها العربية الأصيلة الضاربة جذورها في أعماق الحضارة الإنسانية، مهتدية بالرؤية السامية التي أرساها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه-.


وكان جلالته - أبقاه الله - وهو يرسم خطط البناء والتعمير حريصاً على أن يسابق الزمن؛ فانطلقت مسيرة النهضة العُمانية لتكون مزيجاً من الأصالة والمعاصرة تأخذ من الآخر ما يصلح لها وتترك ما يتناقض مع مبادئها وأسسها، وكان الإنسان العُماني هو المحرك الأول لهذه النهضة بما يمثله من قيم وسلوكيات ناصعة مثله في ذلك باني مسيرته المظفرة جلالة السلطان المعظم - حفظه الله ورعاه- الذي امتلك رؤية واضحة لما يتمناه لعُمان الوطن والشعب والدولة والمجتمع، وتحمل مسؤولية إحياء حضارة الإنسان العُماني واستعادة أمجاده، وربطه رباطًا وثيقًا بالأرض ليشعر بعمق الوطنية ومدى التجاذب بينه وبين أرضه الطيبة.


وقد استقت السياسة الخارجية العُمانية أصولها ومنابعها من النهج العقلاني الذي ينتهجه سلطان البلاد المفدى - حفظه الله ورعاه - في نظرته إلى الأمور وتقييمها بحكمة وموضوعية بعيدًا عن الانفعال أو الاستعجال إزاء ما يستجد أو يستفحل من الأحداث السياسية سواء كان الحدث محليًا أو عربيًا أو على المستوى العالمي.


وفي تعبير عميق عن مبادئ وأسس السياسة الداخلية للسلطنة وسياستها الخارجية قال حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم - متّعه الله بالصحة والعافية - في كلمته خلال ترؤسه الانعقاد السنوي للفترة الخامسة لمجلس عُمان لعام 2012م: "إنّ سياستنا الداخلية كما عهدتموها دائمًا قائمة على العمل البناء لما فيه الصالح العام مواكبين تطورات العصر مع المحافظة على هويتنا وثوابتنا وقيمنا التي نعتز بها.. أمّا سياستنا الخارجية فأساسها الدعوة إلى السلام والوئام والتعاون الوثيق بين سائر الأمم والالتزام بمبادىء الحق والعدل والإنصاف، وعدم التدخّل في الشؤون الداخلية للغير وفض المنازعات بالطرق السلمية وبما يحفظ للبشرية جمعاء أمنها واستقرارها ورخاءها وازدهارها".


وبهذه الرؤية الواضحة والعميقة أسست السلطنة علاقاتها مع الأشقاء والأصدقاء كدولة سلام تسعى دومًا إلى حل الخلافات بالحوار الإيجابي وبالطرق السلمية، وإلى بذل كل ما تستطيع من أجل تعزيز السلام والأمن والاستقرار في محيطها؛ ولأنّها كسبت صداقة وثقة وتقدير الآخرين كقيادة ودولة؛ فإنّ جهودها الخيرة ومساعيها كثيرًا ما نجحت في تقريب المواقف وتجاوز الخلافات بين الأشقاء والأصدقاء في المنطقة وخارجها وهو ما أكسب السلطنة مزيدًا من التقدير على كافة المستويات.


وقد تمكّنت السلطنة خلال السنوات الماضية من بناء علاقات وثيقة ومتطورة مع الدول والشعوب الأخرى، وتمكنت بما اتسمت به من هدوء وصراحة ووضوح في التعامل مع الآخرين من طرح مواقفها والتعبير عنها بثقة تامة بالنفس مع الحرص على بذل كل ما هو ممكن لدعم أي تحركات خيرة في اتجاه تحقيق الأمن والاستقرار والطمأنينة والحد من التوتر إقليميًا ودوليًا. فعلى الصعيد الخليجي وانطلاقًا من الإيمان العميق بأهميّة وضرورة تعزيز التعاون والتكامل مع الدول الشقيقة اضطلعت السلطنة على امتداد السنوات الماضية "ولا تزال" بدور إيجابي ونشط لتفعيل وتطوير التعاون والتكامل بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. فمنذ ما قبل إنشاء المجلس وبعد إنشائه وهي تسعى جاهدة من أجل تفعيل وتطوير أداء المجلس ليتجاوب مع تطلعات دول وشعوب المجلس، وما تفرضه مصالحها المشتركة والمتبادلة من ناحية وبما يحقق المواطنة الخليجية بشكل عملي ويهيئ لمزيد من التعاون والتنسيق بين دول المجلس والجمهورية اليمنية الشقيقة من ناحية ثانية، وكذلك بين دول المجلس والجمهورية الإسلامية الإيرانية وعلى نحو يعزز الاستقرار والطمأنينة والازدهار لكل دول وشعوب المنطقة.


وقد حرص جلالة السلطان المعظم - أبقاه الله - دوماً على الالتقاء بإخوانه وأشقائه أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس للتشاور في كل ما يخدم شعوب المنطقة.


وتحظى سياسات السلطنة ومواقفها على الصعيد العربي بتقدير واسع نظراً للإسهام الإيجابي والمتزايد الذي تقوم به السلطنة تجاه مختلف القضايا العربية، وكذلك في تطوير علاقاتها الثنائية مع كافة الدول العربية وبما يخدم الأهداف والمصالح المشتركة والمتبادلة بينها جميعاً.


وتنطلق السلطنة في جهودها ومساعيها الخيرة من إيمان عميق بأهميّة وضرورة تعزيز العمل العربي المشترك وتوسيع نطاق التعاون بين الأشقاء واستثمار الإمكانات المتاحة لتحقيق حياة أفضل للشعوب العربية كافة.


وتؤيد السلطنة باستمرار جهود تطوير جامعة الدول العربية وآليات عملها وأجهزتها المختلفة ومؤسسات العمل العربي المشترك بشكل عام بما يستجيب لتطلعات الشعوب العربية في تحقيق نهضة عربية شاملة في مختلف المجالات.


وفي شأن عمليّة السلام في الشرق الأوسط فإنّ السلطنة تدعم الجهود الرامية إلى التوصل إلى تسوية دائمة وشاملة وعادلة تحقق السلام وتكفل التعايش السلمي بين الدول العربية وإسرائيل وتنهي الاحتلال للأراضي العربية الأخرى المحتلة في سوريا ولبنان.


وتأكيداً لانتمائها العربي تحرص السلطنة بصورة دائمة على المشاركة في القمم العربية، ولا تدخر وسعاً في بذل جهودها الخيّرة لرأب الصدع في العلاقات العربية إيمانًا منها بأهميّة هذا الدور في دعم العلاقات العربية وتقويتها بما يخدم الأهداف والمصالح العربية المشتركة ويجسد التلاحم العربي.


ولم يقتصر الاهتمام والإسهام العُماني الإيجابي والنشط على ما يتصل بالقضايا الخليجية والعربية، ولكنّه امتد أيضًا إلى الإطار الدولي الأوسع عبر إفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا و(المنظمات الدولية والإقليمية التي تشارك السلطنة في عضويتها) انطلاقًا من إدراكها العميق لأهمية الترابط الوثيق.


بين دول العالم وشعوبها والتعاون فيما بينها ومن أنّ السلام والأمن والاستقرار في المنطقة يتأثر بما يجري في مناطق أخرى في العالم.


وفي الوقت الذي تدعم فيه السلطنة أنشطة الأمم المتحدة وهيئاتها ومختلف المنظمات المتخصصة التابعة لها ومنها على سبيل المثال منظمة اليونسكو ومنظمة العمل الدولية والوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وغيرها، وذلك تعزيزًا للسلام والتفاهم ودعمًا لجسور الحوار بين الشعوب والحضارات على امتداد العالم فإنّ السلطنة تسعى دومًا إلى تطوير وتعميق علاقاتها الطيبة مع مختلف الدول الصديقة بامتداد العالم من حولها على المستوى الثنائي.. فعلى الصعيد الآسيوي اتسمت العلاقات العُمانية الآسيوية بالديناميكية والنشاط المتزايد في العديد من المجالات ومع العديد من الدول الآسيوية أيضًا تحقيقا للمصالح المشتركة والمتبادلة خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية التي تستند كلها إلى علاقات سياسية قوية


وراسخة.


وعلى الصعيد الإفريقي تشهد العلاقات العُمانية/ الإفريقية تطورًا ملحوظًا استمدت قوتها من الإرث الثقافي والحضاري الذي أسسه العُمانيون قديماً في شرق إفريقيا على وجه التحديد والذي أدى بدوره إلى إثراء الحضارة الإسلامية - الإفريقية كان من ثمارها تلك المكانة اللائقة التي تتحلى بها السلطنة.


وتتسم العلاقات العُمانية مع الولايات المتحدة وبريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي الأخرى وروسيا الاتحادية ودول الأمريكيتين بأنّها علاقات وطيدة ومتنامية في جميع المجالات؛ فيما يتمتع جلالة السلطان المعظم - أيّده الله - بتقدير رفيع المستوى من جانب قيادات وشعوب تلك الدول الصديقة.




ففي مجال الاتفاقيات الإقليمية والدولية ومذكرات التفاهم انضمت السلطنة إلى عدد من الاتفاقيات منها اتفاقية التدابير التي تتخذها دول الميناء لمنع الصيد غير القانوني دون إبلاغ ودون تنظيم وردعه والقضاء عليه بالمرسوم السلطاني رقم (26/2013)، واتفاقية الأمان النووي بالمرسوم السلطاني رقم (30/2013) والاتفاقية المشتركة بشأن أمان التصرّف في الوقود المستهلك، وأمان التصرف في النفايات المشعة بالمرسوم السلطاني رقم (27/2013) واتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد بالمرسوم السلطاني رقم (64/2013) مع التحفظ على نص الفقرة (2) من المادة ( 66 ).


كما صادقت السلطنة على اتفاقية المقر الدائم لوحدة الدعم السمكي بين السلطنة ورابطة الدول المطلة على المحيط الهندي للتعاون الإقليمي بالمرسوم السلطاني رقم (37/2013) والاتفاقية الاطارية للتعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري والفني بين الولايات المتحدة والبيرو والخليج العربي بالمرسوم السلطاني رقم (2/2014) وغيرها من الاتفاقيات.


وحرصاً على تنظيم وتوثيق تعاونها مع الدول الشقيقة والصديقة فقد أبرمت السلطنة عددًا من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الثنائية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والسياحية والقنصلية.. ووقعت السلطنة على اتفاقية تجنب الإزدواج الضريبي مع اليابان في 9/1/2014م وعلى مذكرة تفاهم بشأن المشاورات الثنائية مع إسبانيا في 25/7/2013م وعلى مذكرة تفاهم في مجال التعليم التقني والتدريب المهني مع الجزائر في 19/5/2013م.


وشاركت السلطنة ممثلة بوزارة الإعلام كضيف شرف في معرض سول الدولي للكتاب 2014 خلال الفترة من 18 إلى 22 يونيو 2014م تقديراً من الحكومة الكورية للدور الريادي للسياسة العُمانية في مجال العلاقات الدولية، وتثميناً للعلاقات الوطيدة التي تربط البلدين الصديقين في شتى المجالات.


وتدخل مسيرة النهضة العُمانية الحديثة عامها الرابع والأربعين وقد تمكنت السلطنة بالقيادة الحكيمة والاستشراف الواعي القويم للمستقبل أن تهيىء للإنسان العُماني كل سبل ومقومات التقدم والنجاح والارتقاء بالذات.. وشرعت عجلة النهضة في تنمية وبناء وتأهيل الإنسان ليكون شريكاً حقيقياً للحكومة في عملية التنمية والرقي.