الجولة الأولى من «جنيف 2» تختتم دون أي تقدم ملموس

وفد المعارضة يؤكد عودته في 10 فبراير والحكومي «في حاجة للتشاور» -

جنيف – (رويترز): انتهت أمس أولى جولات محادثات السلام الصعبة الخاصة بسوريا والتي استمرت أسبوعا دون إحراز تقدم نحو إنهاء الحرب الأهلية هناك ودون أن يؤكد وفد الحكومة السورية أنه سيعود للمشاركة في الجولة القادمة بعد عشرة أيام.

ومما يزيد الأمور تعقيدا الخلاف بين الولايات المتحدة وروسيا حول سرعة تسليم سوريا لترسانتها الكيماوية استعدادا لتدميرها حيث تتهم واشنطن دمشق بالتلكؤ مما يؤخر الخطة لمدة تتراوح بين ستة أسابيع وثمانية أسابيع عن موعدها المحدد، وترفض موسكو الحليف الرئيسي للرئيس السوري بشار الأسد هذه الاتهامات.

وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس إنه لا مبرر لدى السلطات السورية لتأجيل إرسال ترسانتها من المواد السامة إلى الخارج بموجب اتفاق تم التوصل إليه العام الماضي. وقالت موسكو إن الأسد يتصرف «بحسن نية» وإن الوفاء بمهلة 30 يونيو للتخلص من المواد الكيماوية لا تزال ممكنة.

وقال وسيط الأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي أمس إن وفد المعارضة سيعود في العاشر من فبراير بينما أبلغه وفد الحكومة السورية بأنه في حاجة للتشاور مع دمشق قبل تأكيد عودته.

وأضاف الإبراهيمي في مؤتمر صحفي في جنيف بعد ختام الجولة الأولى من المحادثات أن وفد حكومة دمشق لم يبلغه باعتزامه عدم العودة بل على العكس قال إنه سيعود إلا أنه بحاجة للتشاور مع دمشق.

وأعد الإبراهيمي قائمة بعشر نقاط بسيطة شعر بأن الجانبين متفقان عليها في المحادثات وقال إنه يعتقد أن هناك أساسا مشتركا أكبر مما يعترف به الطرفان.

ولكن لم يتزحزح أي من الجانبين قيد أنملة عن مواقفهما الرئيسية: فالمعارضة تريد أن تركز المحادثات على الحكومة الانتقالية التي تقول إنها ستبعد الأسد عن السلطة وتريد الحكومة التركيز على محاربة «الإرهاب» وهي الكلمة التي تستخدمها للإشارة إلى خصومها المسلحين.

واعترف الإبراهيمي بأن التقدم بطيء بالفعل لكنه قال إن الطرفين يشاركان على نحو مقبول.

وأنحى وزير الخارجية السوري وليد المعلم باللائمة في عدم إحراز نتائج ملموسة على ما وصفه بأنه عدم نضج وفد المعارضة “وتهديده بنسف” المحادثات فضلا عن التدخل الأمريكي “السافر”.

ولم يتمكن الطرفان من تحقيق الأهداف الأكثر تواضعا مثل التوصل إلى اتفاق على دخول قوافل مساعدات إلى مدينة حمص المحاصرة حيث مازال آلاف المدنيين محاصرين ولا يستطيعون الحصول على الطعام والدواء.

وقال الإبراهيمي إنه جرى بحث موضوع حمص بشكل موسع رغم أنه لم يتم إحراز أي تقدم إلى الآن.