التوافق على «الاتفاق الإطاري الأمريكي» قريبا و«الرباعية الدولية» تبحث دفع جهود كيري

سيادة إسرائيل على 75 ٪ من المستوطنات بالضفة -

عواصم-(وكالات):قال المندوب الأمريكي في محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية لزعماء أمريكيين يهود ان ادارة الرئيس باراك أوباما تأمل في استكمال “اتفاق اطار”بين إسرائيل والفلسطينيين خلال أسابيع وانها ستسعى بعد ذلك للتفاوض للتوصل الى اتفاق سلام نهائي بحلول نهاية عام 2014.

وقال مصدر شارك في مؤتمر تم عبر الهاتف أمس الأول ان مارتين إنديك الذي يعمل مع الجانبين لتضييق هوة الخلاف في عملية السلام الجديدة قال ان اتفاق الاطار سيتطرق الى القضايا الرئيسية في الصراع بما في ذلك الحدود والمستوطنات الإسرائيلية واللاجئين الفلسطينيين ووضع القدس المحتلة.

وذكر المصدر ان اتفاق الاطار سيدعو الى اقامة منطقة أمنية إسرائيلية في الضفة الغربية على طول نهر الأردن وهو مطلب إسرائيلي يرفضه الفلسطينيون باصرار لكن الاتفاق لم يحدد الى متى سيظل الوجود الإسرائيلي.

وأضاف المصدر انه سيسمح للجانبين بوضع تحفظاتهما على اجزاء من اتفاق الاطار مع مضي الجانبين قدما للتوصل الى اتفاق نهائي.

ومع التباين الشديد بين موقفي الفلسطينيين والإسرائيليين لم يقدم إنديك أية ضمانات عن التوصل لهذا الاتفاق المبدئي. ولم تظهر أية بوادر على تحقيق تقدم منذ ان اطلق جون كيري وزير الخارجية الأمريكي عملية السلام الجديدة التي ترعاها الولايات المتحدة في الصيف الماضي بجدول زمني للتوصل الى اتفاق خلال تسعة أشهر.

وكشف المبعوث الأمريكي لمفاوضات السلام الإسرائيلية-الفلسطينية تفاصيل الاتفاق الاطاري الأمريكي.

وقال إن الاتفاق يشمل اعترافا متبادلا وترتيبات أمنية، وسيادة إسرائيل على نحو 75 في المائة من المستوطنات، وتعويضات لكل من اللاجئين الفلسطينيين واليهود الذين ارغموا على مغادرة الدول العربية مع اقامة دولة إسرائيل عام 1948.

وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت ” الصادرة أمس ان انديك كشف عن تفاصيل الاتفاق الذي يجري التفاوض بشأنه في مؤتمر مع الزعماء اليهود الأمريكيين منذ الليلة قبل الماضية.

وأضاف انديك أنه سيتم السماح لما يتراوح بين 75 في المائة -85 في المائة من المستوطنين بالبقاء في مستوطناتهم بالضفة الغربية كجزء من تبادل الأراضي بين إسرائيل والفلسطينيين والذي سيتم على أساس الخط الأخضر، حدود الرابع من يونيو عام 1967 . غير ان انديك نفى في تصريح للصحيفة أنه ذكر أي أرقام محددة فيما يتعلق بالمفاوضات الجارية

ونقلت الصحيفة عن مشاركين في المؤتمر قولهم ان انديك اضاف انه سيتم تأجيل مسألة ما إذا كان سيتم السماح للمستوطنين بالبقاء تحت السيادة الفلسطينية حتى اتفاق الوضع النهائي، على النقيض من الاتفاق الاطاري.

ووفقا لأنديك، ليس لدى القيادة الفلسطينية نية لاقامة دولة فلسطينية “خالية من اليهود”، بحسب الصحيفة.

وسيتم طرح الاتفاق الاطاري في الأسابيع المقبلة وترددت تقارير أنه يتضمن اعترافا “بإسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي وفلسطين كدولة قومية للشعب الفلسطيني.

وسيتضمن الاتفاق ترتيبات أمنية تشمل اقامة منطقة عازلة بين الأردن والضفة الغربية من خلال إقامة أسوار جديدة واجهزة استشعار وتسيير سيارات يتم التحكم فيها عن بعد وستتحمل الولايات المتحدة هذه التكاليف كجزء من تبرعاتها لتنفيذ اتفاق السلام.

ويريد الأمريكيون استكمال اتفاق سلام نهائي بين إسرائيل والفلسطينيين بنهاية عام 2014

وأعرب عدد من المشاركين في الاجتماع مع انديك عن تفاؤلهم وقالوا ان انديك قال: “إننا على بعد أسابيع وليس شهورا من اتفاق اطاري تم الاتفاق عليه ولكن ” بدون ان يتعين على الطرفين التوقيع عليه. واشار انديك الى احراز تقدم في محادثات السلام وان وزير الخارجية الامريكي جون كيري على اتصال مستمر واحيانا على نحو يومي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.

يذكر أن مسؤولين فلسطينيين رفضوا الخطة المرتقبة التي يفترض أن يقدمها كيري الشهر المقبل، ووصفوها بأنها “إسرائيلية ومرفوضة.

من جانبه قال الاتحاد الأوروبي أمس إن كبار المسؤولين من الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي سيجتمعون اليوم لمناقشة كيفية مساعدة جهود وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للتوصل إلى اتفاق سلام في الشرق الأوسط.

وسيعقد اجتماع اللجنة الرباعية الدولية للوساطة في محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية في ميونيخ على هامش المؤتمر الأمني السنوي هناك.

وقالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون انها سترأس الاجتماع مع كيري والأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ومبعوث اللجنة الرباعية رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير. وقالت آشتون في بيان “يأتي الاجتماع في لحظة تحتاج لاتخاذ قرارات صعبة وجريئة. ثمار السلام للإسرائيليين والفلسطينيين هائلة.”

وأضافت: آمل أن نتمكن معا من المساعدة لتصبح تلك القرارات واقعا لمواصلة العمل من أجل التوصل إلى اتفاق سلام عن طريق التفاوض ووضع حد للصراع وتحقيق التطلعات المشروعة للجانبين.”

ويسعى كيري منذ ستة أشهر لدفع الفلسطينيين والإسرائيليين للتوصل إلى اتفاق سلام صعب المنال لإنهاء الصراع القائم منذ عقود.

ولا تزال مجموعة من الدبلوماسيين يحدوها الأمل في أن يتحدى كيري المتشائمين ويتوصل إلى اتفاق إطار للسلام في الأسابيع المقبلة للسماح بإجراء محادثات مفصلة تستمر إلى ما بعد الموعد النهائي الأصلي المحدد بتسعة أشهر والذي ينتهي في 29 إبريل المقبل.

لكن في ظل اختلاف الجانبين بشأن العديد من القضايا الجوهرية بما في ذلك الحدود والأمن وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين ووضع القدس في المستقبل يعتقد كثير من الفلسطينيين والإسرائيليين أن المحادثات تسير على غير هدى.