هيجل يدعو كرزاي الى توقيع الاتفاق الأمني الثنائي

استمرار التجاذب بين واشنطن وكابول -

وارسو- (أ ف ب) : حذر وزير الدفاع الامريكي تشاك هيجل امس الرئيس الافغاني حميد كرزاي من أن ارجاء التوقيع على الاتفاق الامني الثنائي لن يتيح لواشنطن الوقت الكافي للتخطيط لفترة ما بعد انسحاب قواتها من افغانستان.

وقال هيجل “لا يمكن الارجاء والارجاء” نظرا لضرورة “التخطيط ووضع الميزانية”، ومن المقرر ان تنسحب القوات المقاتلة التابعة لحلف الاطلسي من افغانستان بحلول ديسمبر 2014 الا ان الاتفاق الثنائي الذي يجري التفاوض عليه بين كابول وواشنطن يسمح بالابقاء على قوة صغيرة من الجنود الامريكيين في افغانستان.

الا انه اذا لم يتم التوصل الى اتفاق قانوني، فان الولايات المتحدة والحلف الاطلسي سيتخليان عن فكرة الاربقاء على تلك القوة بعد الانسحاب، وابدى وزير الدفاع نفاد صبره امام رغبة كرزاي في ترك التوقيع على ذلك الاتفاق لخليفته الذي سينتخب في ابريل.

كذلك يطرح الأمر مشكلة لدول الحلف الاطلسي المشاركة في القوات المنتشرة في افغانستان ومن بينها بولندا التي تعتزم نشر قوات لتدريب الجيش الافغاني والقيام بعملية في اطار مكافحة الارهاب.

وقال ان لدى تلك الدول “برلمانات وميزانيات ومواطنين وكل تلك عناصر يجب اخذها في الاعتبار”.

وقد دعت واشنطن كرزاي الى التوقيع “دون تأخير” على الاتفاق الامني الثنائي فرد الرئيس الافغاني بانه لن يوقع “تحت الضغط”.

واقر هيغل ان كرزاي “رئيس منتخب لدولة ذات سيادة، وقدرتنا على التاثير على قراراته محدودة”. وفي كابول صرح رانغين دادفار سبانتا مستشار الامن القومي وكبير المفاوضين الافغانيين بشان الاتفاق الامني مع واشنطن انه متفائل بقرب تحقيق تقدم في هذا الخصوص رغم الخلاف المرير بين البلدين.

ورغم انه تم الانتهاء من صياغة نص الاتفاق، الا ان كرزاي قال ان على واشنطن ضمان اطلاق عملية سلام حقيقية مع مسلحي طالبان قبل التوقيع على الاتفاق.

وقال سبانتا للصحفيين “اليوم انا اكثر تفاؤلا مقارنة مع الاسبوع الماضي، دعونا ننتظر اياما قليلة”.

واضاف ان “الجهود متواصلة من الجانبين لكسر الجمود (في المفاوضات) ولكن الشرط لا يزال هو نفسه وهو اطلاق عملية سلام في بلادنا”، وتشعر واشنطن باحباط تزايد من ممطالة كرزاي في التوقيع على الاتفاق.

كما اكد الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن الاثنين الماضي ان مماطلة كابول في التوصل الى الاتفاق قد تؤثر على الدعم المالي الذي تتلقاه قواتها.

وقال راسموسن ان “القيادة السياسية الافغانية يجب ان لا تسيء التقدير بشان التاثير السلبي لرفضها التوقيع على الاتفاق على الدول المساهمة بقوات في البلد المضطرب”.

واثار كرزاي مفاجاة في نهاية 2013 مع اعلانه ان الاتفاق لن يوقع قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من ابريل، في حين تريد الولايات المتحدة انهاء هذا الامر في اسرع وقت. وسيتيح توقيع الاتفاق الامني للقوات الافغانية الافادة من دعم، خصوصا جوي، بعد انسحاب 58 الف جندي تابعين للحلف الاطلسي بحلول نهاية 2014، ويثير هذا الانسحاب مخاوف من تجدد اعمال العنف في أفغانستان التي لا تزال تعاني تداعيات تمرد طالبان.