جنوب السودان وافريقيا الوسطى في صلب قمة «الافريقي»

-

السعي لضمان«سلام دائم» -

أديس أبابا- (أ ف ب):افتتح الاتحاد الافريقي أمس قمة تستمر يومين في مقره في أديس أبابا سيركز خلالها بشكل أساسي على بحث النزاعين في جنوب السودان وجمهورية افريقيا الوسطى. وقالت رئيسة مفوضية الاتحاد نكوسازانا دلاميني زوما في بداية المناقشات ان “قلوبنا مع شعبي جمهورية افريقيا الوسطى وجنوب السودان وخصوصا النساء والأطفال الذين اصبحوا ضحايا”.

واضافت:علينا العمل معا لضمان بناء سلام دائم”.

من جهته، دعا الرئيس الحالي للاتحاد الافريقي رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ميريام ديسيلين الذي سلم رئاسة الاتحاد الدورية الى الرئيس الموريتاني محمد لد عبد العزيز، الى “ايجاد حلول عاجلة لتجنب سقوط هذين البلدين الشقيقين في هاوية”.

وقال:إذا فشلنا، فسيكون لذلك نتائج خطيرة على السلم والامن في المنطقة”. وكان من المفترض أساسا ان تتناول القمة التي تشارك فيها 54 دولة افريقية موضوع “الزراعة والأمن الغذائي”. لكن المعارك الدامية الجارية في جنوب السودان وافريقيا الوسطى فرضت تغيير البرنامج.

وفي جنوب السودان، يتواجه الجيش الموالي للحكومة منذ منتصف ديسمبر الماضي مع قوات بقيادة نائب الرئيس السابق رياك مشار.

ورغم التوقيع على اتفاق لوقف اطلاق النار الأسبوع الماضي، تواصلت المواجهات بين الطرفين. واوقعت المعارك خلال ستة أسابيع آلاف القتلى وتسببت بنزوح أكثر من 800 ألف شخص. وفي دولة جنوب السودان الذي انشئ حديثا بعد انفصاله عن السودان في يوليو 2011 بعد حرب أهلية طويلة، تحولت الخصومة السياسية بين الرئيس سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار الى مواجهة مسلحة تتخذ منحى اتينا خطيرا بين قبائل الدينكا والنوار، المجموعتين الرئيسيتين في جنوب السودان. وفي هذا النزاع، طلب من الاتحاد الافريقي الأسبوع الماضي لعب دور أكبر بعدما كانت الهيئة الحكومية لتنمية شرق افريقيا ايجاد تتولى حتى الآن جهود الوساطة.

أما افريقيا الوسطى حيث تنتشر قوة تابعة للاتحاد الافريقي قوة ميسكا الى جانب كتيبة للجيش الفرنسي، فهي غارقة في أزمة منذ مارس 2013 حين اطاحت حركة تمرد ذات غالبية مسلمة بالحكومة ما تسبب بدوامة عنف طائفي كان المدنيون ابرز ضحاياه.

وادى هذا النزاع ايضا الى سقوط آلاف القتلى ونزوح مئات آلاف الأشخاص.

وبعد استقالة الرئيس الانتقالي الزعيم السابق للمتمردين ميشال جوتوديا خلفته الرئيسة كاترين سامبا بانزا وتم تشكيل حكومة جديدة فيما اخلى متمردو سيليكا السابقون الذين يرفضهم السكان المسيحيون بغالبيتهم آخر معاقلهم في العاصمة.

ويرى بيتر بام المحلل في المجلس الأطلسي ان الرد البطيء للاتحاد الافريقي على الازمة في افريقيا الوسطى يشير مرة جديدة الى الضعف المؤسساتي لهذه المنظمة في مجال ادارة النزاعات. وقال ان هذه الأزمة تسلط الضوء على صعوبات تشكيل “قوة احتياط افريقية” يمكن نشرها بشكل عاجل في النقاط الساخنة من القارة، وهي موضع نقاش منذ حوالى عشر سنوات غير انها لم تتحقق حتى الآن. وتأتي القمة أمس واليوم بعد ثمانية اشهر على الاحتفالات بمرور خمسين عاما على تاسيس الاتحاد الافريقي الذي احتفل ب”نهضة” القارة على خلفية دينامية اقتصادية حيث يصر الاتحاد على تاكيد النمو الاقتصادي القوى لعدد من أعضائه.

ومن المتوقع ان يتناول قادة الدول الأعضاء ال54 أيضا خلال القمة “اجندة 2063″ وهي خارطة طريق تمتد على 50 عاما لتقوية القارة وتشكل احدى اولويات رئيسة مفوضية الاتحاد الافريقي، الهيئة التنفيذية للمنظومة، نكوسازانا دلاميني-زوما وزيرة الصحة الجنوب افريقية السابقة.

لكن جيسون موسلي من مركز شاتام هاوس للأبحاث قال ان الأزمة التي تتكرر بشكل متواصل عن “قارة في نهوض” حجبت المشكلات الجوهرية لكنه لا يمكن للاتحاد الافريقي ان يتجاهل النزاعات التي تشهدها افريقيا والا فسوف يفقد مصداقيته، لا سيما وانه لا يمكن فصل التنمية عن مسائل الأمن والسلام. ومن المرتقب ان يطرح موضوع آخر حساس على البحث وهو المحكمة الجنائية الدولية التي اتهمها الاتحاد السنة الماضية بالانحياز. وطلب الاتحاد أيضا عدم محاكمة رؤساء الدول اثناء توليهم مهامهم مثل الكيني اوهورو كينياتا الملاحق بتهمة ارتكاب جرائم بحق الإنسانية.