مقاتلو سيليكا يستعدون للزحف إلى العاصمة لزعزعة الحكومة

الصليب الأحمر: 30 قتيلا و60 جريحا خلال 3 أيام في بانجي -

بانجي -(أ ف ب) – (د ب أ) : يستعد مئات من مقاتلي تحالف سيليكا المتمرد للزحف الى عاصمة جمهورية أفريقيا الوسطى، بانجي، في محاولة لزعزعة استقرار الحكومة المؤقتة في أفريقيا الوسطى التي تشهد صراعا، بحسب ما قال سكان أمس في بلدة بشمال أفريقيا الوسطى حيث يتجمع المتمردون.

ويتجمع أكثر من 500 من أعضاء الجماعة المسلحة، التي تشتبك مع جماعات اللجان الشعبية المسيحية منذ شهور، امس في بلدة سيبوت -185 كيلومترا- شمال بانجي قبل تقدم مخطط له تجاه الجنوب، حسبما قال سكان البلدة لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ).

وقال شهود إن مقاتلي سيليكا مدعومين من قبل المرتزقة من تشاد والسودان

ومن المحتمل أيضا ان تحصل الجماعة على دعم بانضمام مئات من مقاتلين اخرين بسيليكا في وحول العاصمة.

ورافقت قوات حفظ السلام الفرنسية والأفريقية أعدادا من مقاتلي سيليكا خلال الخروج من العاصمة منذ تولي الرئيسة المؤقتة الجديدة، كاترين سامبا-بانزا وهي مسيحية، الحكم في منتصف يناير الجاري، ولكن أعمال العنف بين المقاتلين المسلمين واللجان الشعبية المسيحية تواصلت عبر أفريقيا الوسطى.

وانتخبت سامبا-بانزا رئيسة مؤقتة لجمهورية أفريقيا الوسطى بعدما تخلى الرئيس الانتقالي ميشال دجوتوديا ورئيس الوزراء المؤقت نيكولا تيانجاي عن السلطة في العاشر من يناير الجاري تحت ضغط من القادة الإقليميين.

من جهته، اعلن الصليب الاحمر في مؤتمر صحفي امس انه جمع جثث ثلاثين شخصا وعاين ستين جريحا في شوارع بانجي في الايام الثلاثة الماضية.

وقال رئيس وفد اللجنة الدولية للصليب الاحمر يورغوس يورغانتاس انه “يشعر بقلق كبير” من تدهور الوضع في عاصمة افريقيا الوسطى، مشيرا الى “مستوى غير مسبوق من العنف”.

ومع دعوته سلطات افريقيا الوسطى والقوة الدولية الى “تحمل مسؤولياتهما”، طلب يورغانتاس من السكان المدنيين “احترام شعار الصليب الاحمر والعاملين فيه خلال قيامهم بعملهم”.

وقال “عندما نعبر حواجز لاجلاء جرحى يتوجب علينا في كل مرة اجراء مفاوضات طويلة وشاقة للتقدم وهذا الامر يعرض حياة الكثير من الجرحى للخطر ويسبب ضغطا عصبيا كبيرا للعاملين”.

والحصيلة التي اعلنها هي الحد الادنى لعدد القتلى اذ ان العديد من العائلات في بانجي تقوم بدفن موتاها بنفسها او لا تستطيع نقل الجرحى من افرادها الى المراكز الصحية بسبب غياب الامن في بعض المناطق.

وبسبب حظر التجول المفروض اعتبارا من السادسة مساء، يتوجب على الجرحى الانتظار حتى الصباح ليحصلوا على العلاج.

وفي الصباح يبدأ متطوعو الصليب الاحمر لافريقيا الوسطى بجمع جثث الليل او ابلاغ عائلات القتلى.

ومن ناحية اخرى، قال مفوض التنمية بالاتحاد الأوروبي اندريس بيبالجس على هامش قمة للاتحاد الأفريقي في اديس ابابا باثيوبيا إن الاتحاد الأوروبي سوف يقدم 25 مليون يورو اضافية لدعم قوات حفظ السلام في جمهورية أفريقيا الوسطى.

وأضاف بيبالجس:” هذا التمويل الجديد سوف يرفع الالتزامات الكلية للاتحاد الأوروبي إلى (أفريقيا الوسطى) … منذ اندلاع الأزمة إلى نحو 200 مليون يورو”.

وقال إن هذه “إشارة واضحة إلى اننا نحشد كل الموارد المتاحة، وليس فقط المساعدات التنموية، لمساعدة شعب (جمهورية أفريقيا الوسطى) … وتحسين أمنهم في وضع يزداد سوءا لأكثر من عام الآن”.

وأضاف انه سوف يتم الإعلان عن الحزمة المالية الاضافية الخاصة بالتكتل خلال مؤتمر لمانحي جمهورية أفريقيا الوسطى في اديس ابابا اليوم.

ومن المحتمل توفير 20 مليون اخرى لدعم تنظيم انتخابات حرة وديمقراطية في الجمهورية.

واجاز مجلس الأمن الدولي استخدام القوة من قبل قوات الاتحاد الأوروبي في جمهورية أفريقيا الوسطى وهدد بفرض عقوبات على المحرضين.

وأمر المجلس المؤلف من 15 دولة قوات الاتحاد الأوروبي ” باتخاذ كل الإجراءات الضرورية في حدود قدراتها ” بينها القوة لحماية المدنيين على الارض، ووافق الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي على تقديم دعم لقوات حفظ السلام وهي 1600 جندي فرنسي و3500 من الاتحاد الأفريقي المتواجدة بالفعل في أفريقيا الوسطى.

ولقي الالاف من السكان حتفهم بالإضافة إلى نزوح مليون شخص تقريبا منذ أن خرجت جماعة سيليكا ضد الحكومة في ديسمبر 2012 وأطاحت وقتها بالرئيس فرانسوا بوزيز المسيحي في مارس 2013.

ووفقا للاتحاد الاوروبي فإن كافة سكان جمهورية افريقيا الوسطى البالغ تعدادهم 4.6 مليون نسمة في حاجة إلى مساعدات انسانية بعد مرور 13 شهرا على بدء الازمة.