اختتام الجولة الأولى من محادثات السلام السورية دون إحراز تقدم

-

المرصد: 1870 قتيلا خلال أيام «جنيف2» -

جنيف -(أ ف ب) (رويترز) : انتهت امس أولى جولات محادثات السلام الصعبة الخاصة بسوريا والتي استمرت أسبوعا دون إحراز تقدم نحو إنهاء الحرب الأهلية هناك ودون أن يؤكد وفد الحكومة السورية أنه سيعود للمشاركة في الجولة القادمة بعد عشرة أيام.

ومما يزيد الأمور تعقيدا الخلاف بين الولايات المتحدة وروسيا حول سرعة تسليم سوريا لترسانتها الكيماوية استعدادا لتدميرها حيث تتهم واشنطن دمشق بالتلكؤ مما يؤخر الخطة لمدة تتراوح بين ستة أسابيع وثمانية أسابيع عن موعدها المحدد، وترفض موسكو الحليف الرئيسي للرئيس السوري بشار الأسد هذه الاتهامات.

وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري امس إنه لا مبرر لدى السلطات السورية لتأجيل إرسال ترسانتها من المواد السامة إلى الخارج بموجب اتفاق تم التوصل إليه العام الماضي، وقالت موسكو إن الأسد يتصرف “بحسن نية” وإن الوفاء بمهلة 30 يونيو للتخلص من المواد الكيماوية لا تزال ممكنة.


الابراهيمي


اعتبر الوسيط الدولي في مفاوضات جنيف-2 امس ان الجولة الاولى من المفاوضات بين وفدي الحكومة والمعارضة السوريين تشكل “بداية متواضعة جدا” في اتجاه ايجاد حل للازمة السورية المستمرة منذ حوالي ثلاث سنوات.

واعلن الابراهيمي في مؤتمر صحفي عقده في ختام جلسات التفاوض في قصر الامم في جنيف ان الجولة المقبلة من المحادثات ستعقد “مبدئيا” في العاشر من فبراير.

وقال الابراهيمي “خلال الايام الثمانية الماضية في جنيف، كان الطرفان يتحدثان بواسطتي، كانت بداية صعبة، لكن الطرفين اعتادا الجلوس في غرفة واحدة”، واضاف “عرضا مواقفهما، واستمع احدهما الى الآخر، كانت هناك اوقات اقر فيها احدهما بما يثير قلق الآخر وبوجهة نظره”.

وقال الابراهيمي ان التقدم بطيء جدا بالفعل، الا ان الطرفين تكلما بطريقة مقبولة … انها بداية متواضعة، لكنها بداية يمكن ان نبني عليها”.

وقال الابراهيمي انه اقترح ان تستأنف المفاوضات “بالاستناد الى اجندة واضحة، وان نلتقي في العاشر من فبراير”، مشيرا الى ان وفد الحكومة قال انه “يحتاج الى التشاور مع دمشق اولا”.

واضاف “الهوة بين الطرفين لا تزال كبيرة، لا يمكن ادعاء عكس ذلك، لكنني لاحظت خلال محادثاتنا ان هناك ارضية صغيرة مشتركة لعلها اكثر مما يدركه الطرفان”.

وقال انه استخلص عشر نقاط من هذه الارضية المشتركة ابرزها ان الطرفين “ملتزمان بمناقشة التطبيق الكامل لبيان جنيف للوصول الى حل سياسي، وان الطرفين يعرفان انه “للوصول الى تطبيق بيان جنيف عليهما التوصل الى اتفاق دائم وواضح على وضع حد للنزاع وعلى اقامة هيئة حكم انتقالي بصلاحيات تنفيذية، بالاضافة الى خطوات اخرى ابرزها الحوار الوطني واعادة النظر في الدستور والانتخابات”.

واضاف الابراهيمي ان كلا من الطرفين “اعلن بعباراته انه يرفض العنف والتطرف والارهاب”.


المعلم


من جهته، اعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم امس ان مفاوضات جنيف-2 لم تحقق “نتائج ملموسة” خلال اسبوع، وقال في مؤتمر صحفي عقده بعد انتهاء جولة المفاوضات بين وفدي الحكومة والمعارضة السوريين “للاسف، لم نتوصل الى نتائج ملموسة خلال هذا الاسبوع من الحوار”.

وعزا ذلك لسببين، “الاول عدم نضج وجدية الطرف الآخر وتهديده بنسف الاجتماع اكثر من مرة، والتعنت على موضوع واحد كما لو اننا قادمون لساعة واحدة نسلمهم فيها كل شيء ونذهب”، واضاف “هذا يدل على عدم النضج وعلى الاوهام التي يعيشونها”.

اما السبب الثاني، فهو “الجو المشحون والمتوتر الذي ارادت الولايات المتحدة ان تغلف به اجتماع جنيف وتدخلها السافر في شؤون الاجتماع وتحديدا بتسيير الطرف الآخر وصولا الى قرار التسليح” الذي اتخذه الكونجرس الامريكي.


الجربا


وفي الجهة المقابلة، اكد رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية احمد الجربا امس حصول المعارضة على “وسائل الدفاع” على الارض، مؤكدا ان “التسليح سيزداد” حتى التزام النظام السوري بتشكيل هيئة الحكم الانتقالي.

وقال الجربا في كلمة القاها بعد انتهاء الجولة الاولى من المفاوضات بين وفدي المعارضة والنظام “ربطنا سلفا حضورنا جنيف- 2 بتوفير وسائل الدفاع عن شعبنا على الارض، اطمئنكم بأن تعهدات الدول اصبحت نافذة وبدأت وتيرة دعم ثوارنا بالتصاعد كما سمعتم في الايام القليلة الماضية”، في اشارة واضحة الى ما اوردته وكالة انباء “رويترز” قبل ايام عن “قرار سري” اتخذه الكونجرس الامريكي بتسليح “المعارضة المعتدلة” في سوريا.

واضاف “كلما ازداد النظام مراوغة وتهربا من الالتزامات التي جئنا بناء عليها الى العملية السياسية في جنيف-2، سيزداد التسليح الدفاعي لثوارنا المدافعين عن عرضنا وكرامتنا كما ونوعا حتى يلتزم النظام بحرفية جنيف-1 الذي يمهد الى تجريد (الرئيس) بشار الاسد من كل صلاحياته تمهيدا لعزله ومحاسبته”.

وتابع “عندما يتوقف نظام الاسد عن العدوان على شعبنا بالدبابات والطائرات والصواريخ والبراميل، وقتها يمكنه المطالبة بوقف دعمنا بوسائل الدفاع عن النفس”.

وعن نتيجة الايام السبعة من التفاوض، قال الجربا في كلمته التي القاها امام الصحفيين في فندق في جنيف “باستثناء موافقتهم المبدئية على مرجعية جنيف-1، لا يمكن الحديث عن اي التزام جدي من قبل ممثلي الاسد”.

وتمسك وفد المعارضة خلال المفاوضات بان الهدف الاساسي من جنيف-1 هو تشكيل هيئة حكم انتقالي تنقل اليها صلاحيات الرئيس، واصر وفد الحكومة من جهته على ان الاولوية يجب ان تكون لمكافحة الارهاب، مؤكدا انه لم يات الى جنيف لتسليم السلطة.


أصدقاء سوريا


الحكومة السورية مسؤولة عن عدم إحراز تقدم في جنيف

وفي السياق ذاته، قالت مجموعة أصدقاء سوريا امس إن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد مسؤولة عن عدم إحراز تقدم في الجولة الأولى من محادثات جنيف.

واجتمعت المجموعة المؤلفة أساسا من دول غربية ودول عربية خليجية في جنيف امس بعد انتهاء الجولة الأولى من المحادثات بفترة وجيزة وطالبوا الأسد بعدم عرقلة الجولات الأخرى من المحادثات.

وقالت المجموعة في بيان “النظام مسؤول عن عدم إحراز تقدم حقيقي في الجولة الأولى من المفاوضات، عليه ألا يعرقل المفاوضات الأخرى الجوهرية وعليه أن يشارك على نحو بناء في الجولة الثانية من المفاوضات”.


المرصد


وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن إن 1870 شخصا قتلوا في سوريا أثناء المحادثات التي استمرت أسبوعا منهم 450 مدنيا ولقي 40 حتفهم لعدم القدرة على الحصول على الطعام والدواء في المناطق التي تحاصرها القوات الحكومية.

ويقول دبلوماسيون إنه مع عدم تحقيق تقدم في قضايا الصراع يقول دبلوماسيون إن الاولوية الان تنصب على الاستمرار في المحادثات أملا في تغير المواقف الجامدة بمرور الوقت.

وورث الإبراهيمي تلك المهمة الصعبة من الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان الذي ترك المهمة في عام 2012 قائلا إنها مستحيلة طالما أن القوى العالمية منقسمة. ومنذئذ أصبحت المهمة أكثر صعوبة والحرب أكثر عنفا.

وبدأ أول اجتماع بين الجانبين بكلمات متشددة وبدت المحادثات مرة تلو الأخرى عرضة للانهيار قبل ان تبدأ مما جعل مجرد جلوس الجانبين في غرفة واحدة انجازا.

واتخذ الجانبان خطوة أولى مترددة إلى الامام يوم الاربعاء الماضي بالموافقة على وثيقة جرى التوقيع عليها عام 2012 كأساس للمناقشات لكن سرعان ما اتضح أن مواقف الطرفين لازالت متباعدة.

وتحدد وثيقة عام 2012 التي أصبحت أساس المحادثات مراحل انهاء الصراع بما في ذلك وقف القتال وتوصيل المساعدات وتشكيل حكومة انتقالية تصر المعارضة وحلفاؤها الغربيون على أن يستثنى منها الاسد.

وبدأت جلسة التفاوض الاخيرة أمس الاول ببادرة اتفاق نادرة عندما وقف الجانبان دقيقة حدادا على أرواح 130 ألف سوري قتلوا في الحرب، وقال أحمد جقل عضو وفد المعارضة السورية في المحادثات لرويترز “وقف الجميع حدادا على أرواح الشهداء، كان ذلك رمزا طيبا.”