عواصم - الوكالات
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس إن مزاعم سقوط قتلى من المدنيين في ضربات جوية روسية بسوريا "هجوم إعلامي".وأضاف أن روسيا تنسق تحركاتها في سوريا مع المخابرات الأمريكية ووزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون).
وطالبت السعودية روسيا حليفة الرئيس السوري بشار الأسد بوقف ضرباتها في سوريا وقالت إنّها أدت إلى سقوط ضحايا من المدنيين كما لم تستهدف مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الذي تقول موسكو إنّها تتصدى له.
وعلى جانب آخر، قالت جماعة تركمانية معارضة أمس إن أولى الضربات الجوية الروسية على سوريا التي قالت موسكو إنها تستهدف متشددي تنظيم الدولة الإسلامية قصفت مواقع للجيش السوري الحر وقتلت عشرات المدنيين.
وواصلت الطائرات الروسية قصف مواقع مقاتلي المعارضة لليوم الثاني في غرب سوريا أمس. ويمثل القصف تصعيدا كبيرا في الصراع الذي بدأ قبل أربع سنوات حيث تشن الولايات المتحدة وحلفاؤها حملة قصف منفصلة منذ أكثر من عام.
وقال المجلس التركماني السوري ومقره تركيا في بيان إن مناطق يعيش بها التركمان في حمص وحماة تعرضت للهجوم يوم الأربعاء. وأضاف أن 40 مدنيا قتلوا في قرية تلبيسة وحدها قرب حمص وأن من بين القتلى تركمان.
ويقول التركمان الذين تتحالف كتائب تركمان سوريا وهي الجناح العسكري لهم مع الجيش السوري الحر إنهم يتعرضون لهجمات من القوات الحكومية السورية وتنظيم الدولة الإسلامية.وقال البيان "ندين بشدة روسيا التي لم يكفها دعمها غير المحدود للنظام القاتل وتمطر الشعب السوري الآن بالقنابل وهي تعد بالديمقراطية."وأنشئ المجلس التركماني السوري في غازي عنتاب في تركيا لتوحيد فصائل الجماعات العرقية المتحدثة بالتركية الموجودة في سوريا وتدعمه الحكومة التركية التي تنتقد الرئيس بشار الأسد بشدةوأكد السناتور الأمريكي جون مكين أمس إن الضربات الروسية الجوية الأولى في سوريا استهدفت أفرادا من الجيش السوري الحر الذي تدعمه الولايات المتحدة. وقال مكين رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ في مقابلة مع شبكة (سي.إن.إن) التلفزيونية الأمريكية "يمكنني أن أؤكد تماما أنهم (الروس) يشنون غارات على مجندينا المنتمين للجيش السوري الحر الذي سلّحته ودربته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لأننا نملك اتصالا مع أشخاص هناك".
وقالت وكالة الإعلام الروسية نقلا عن مسؤول في الخارجية الروسية إن روسيا لا تعتزم الانضمام إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بشكله الحالي لقتال تنظيم الدولة الإسلامية.
ومن جانبه، أبدى رئيس وزراء العراق العبادي في تصريحات لتلفزيون فرانس 24 استعداده للترحيب بالضربات الجوية الروسية في العراق لكنه لم يناقشها بعد مع بوتين.وقالت وكالة الإعلام الروسية إن وزارة الخارجية الروسية قالت أمس إنها ستبحث أي طلب من حكومة العراق لشن ضربات جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق لكنها ذكرت أنها لم تتلق مثل هذا الطلب.ونقلت الوكالة عن وزارة الخارجية قولها إنها سوف تقيم الجدوى "السياسية والعسكرية" لمثل هذا التحرك إذا قدم العراق طلبا.وقالت مصادر لبنانية مطلعة على الوضع لرويترز أمس إن مئات من القوات الإيرانية البرية وصلت إلى سوريا منذ حوالي عشرة أيام للمشاركة في عملية برية في الشمال السوري وإن حزب الله اللبناني يستعد للمشاركة في هذه العملية.
وأضافت المصادر أن العملية البرية التي سيقوم بها الجيش السوري وحلفاؤه ستواكبها غارات يشنها الطيران الروسي.وقال أحد المصادر لرويترز "العمليات الجوية الروسية في المستقبل القريب سوف تترافق مع تقدم للجيش السوري وحلفائه برا في القريب العاجل.وقال قائد لواء صقور الجبل السوري المعارض إن غارتين روسيتين استهدفتا أمس معسكر تدريب تابع لهم. وتلقى لواء صقور الجبل تدريبا عسكريا أشرفت عليه المخابرات المركزية الأمريكية في قطر والسعودية.
وقال حسن الحاج علي قائد اللواء لرويترز إن نحو 20 صاروخا سقطوا على المعسكر الواقع في محافظة إدلب خلال الغارتين.
وأنشق الحاج علي عن الجيش السوري بعد بدء الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وأشار إلى أن عددا من حراس المعسكر أصيبوا بجراح طفيفة في الهجوم. وقال "روسيا تتحدى الجميع وتقول إنه لا بديل لبشار." وأضاف أن أفرادا من اللواء عملوا فيما سبق كطيارين في سلاح الجو السوري تعرفوا على المقاتلات الروسية. ويعتبر لواء صقور الجبل نفسه جزءا من الجيش السوري الحر الذي شكله منشقون عن الجيش السوري بعد اندلاع الانتفاضة.وأدارت وكالة المخابرات المركزية برنامج تدريب سريا ضم عددا منتقى بعناية من الفصائل السورية المسلحة المعارضة للنظام التي تصفها الحكومات الغربية التي تعارض بقاء الأسد بأنها معتدلة. وأشار الحاج علي إلى أن مقاتليه تلقوا دورات تدريبية عديدة في قطر والسعودية. وهذا هو الفصيل الثالث على الأقل المنضوي تحت لواء الجيش السوري الحر الذي يعلن استهدافه في الغارات الجوية التي تشنها روسيا وتقول إنها تستهدف تنظيم الدولة الإسلامية. وقالت قوة المهام المشتركة إن الولايات المتحدة وحلفاءها نفذوا ضربة جوية واحدة في سوريا ضد تنظيم الدولة الإسلامية و21 ضربة في العراق يوم الأربعاء.وأضافت في بيان نشر أمس أن الضربة في سوريا كانت بالقرب من بلدة مارع ودمرت حفارين يستخدمهما التنظيم المتشدد.وتابع أن الضربات في العراق أصابت أهدافا قرب تسع مدن من بينها الرمادي وكركوك والفلوجة وبيجي.وفي السياق، قال قائد بارز لمقاتلي المعارضة السورية أمس إن الضربات الجوية الروسية لدعم الرئيس بشار الأسد ستجعل الحرب المستمرة منذ أربع سنوات تمتد لفترة أطول وحث الدول العربية على تزويد مقاتلي المعارضة بأسلحة مضادة للطائرات.وأضاف بشار الزعبي وهو قائد جماعة جيش اليرموك احدى أكبر جماعات مقاتلي المعارضة التي تحارب في جنوب سوريا تحت راية الجيش السوري الحر أن الضربات الجوية ستطيل أمد الحرب في خطوة أولى.وتابع "هذه الضربات ستمدد من مدى الحرب كخطوة أولى وخطوة ثانية سوف تنشر التطرف لأنه عندما تصبح الحرب دولية وعالمية على الشعب السوري فلن يتراجع عن أهدافه. ستكون بيئة حاضنة لجلب المقاتلين الاجانب لقتال الروسوقال مصدر عسكري سوري أمس إن الدعم العسكري الروسي سيحدث "تغييرا كبيرا" في مجريات الحرب المستمرة منذ اكثر من أربع سنوات خاصة من خلال قدرات الاستطلاع المتطورة التي يمكن أن تحدد الأهداف التابعة لمقاتلي المعارضة.وأضاف المصدر "أكيد سوف يحصل تغيير كبير على مجريات الحدث الميداني بحكم ما لدى الجيش الروسي من تقنية متطورة.. من سلاح حديث.. خاصة في استطلاع وتحديد الأهداف."ومضى يقول "يجوز اكبر تغيير راح يحصل هو من خلال الامكانات الموجودة لدى القوات الروسية في تحديد احداثيات تواجد التنظيمات الارهابية خاصة مقرات قياداتها وتحركاتها
وفي كلمة ألقاها بمقر الأمم المتحدة في نيويورك قال دبلوماسي سعودي كبير إنه لا يمكن لروسيا وإيران الحليفة الرئيسية الأخرى للأسد ادعاء محاربة "إرهاب" الدولة الإسلامية وفي الوقت نفسه مساندة "إرهاب" النظام السوري.وعبر مندوب السعودية في الأمم المتحدة عبد الله المعلمي عن "قلقه البالغ تجاه العمليات العسكرية التى قامت بها القوات الروسية فى حماة وحمص اليوم وهي أماكن لا توجد فيها قوات لداعش (الدولة الإسلامية) وخلفت هذه الهجمات العديد من الضحايا الأبرياء ونحن نطالب بوقفها الفوري وضمان عدم تكرارها."
وأضاف في تصريحات نشرتها قناة العربية التلفزيونية "إن الدول التى تدعي أنها قد جاءت مؤخرا للمشاركة فى محاربة إرهاب داعش لا يمكن لها أن تفعل ذلك فى الوقت نفسه الذي تساند فيه إرهاب النظام وحلفائه من المقاتلين الإرهابيين الأجانب مثل حزب الله وفيلق القدس وغيرها من التنظيمات الإرهابية الطائفية."
وتقاتل جماعة حزب الله اللبنانية علنا إلى جانب قوات الحكومة السورية ويعتقد على نطاق واسع أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني يساعد دمشق أيضا.
وفي مقابلة مع صحيفة الحياة نشرت أمس قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن روسيا والسعودية بينهما مصالح مشتركة كثيرة يمكن الاستناد عليها لتطوير العلاقات لكنه أشار إلى استمرار غياب التوافق بشأن سوريا.ونقل عن الجبير قوله إنه زار روسيا كما زارها مسؤولون خليجيون آخرون. وأشار إلى أن الأجواء كانت إيجابية قبل شهرين لكن روسيا صعدت دورها العسكري فجأة في سوريا وأعلنت موقفها السياسي الداعم للأسد.ولا تزال الرياض تشعر بالغضب من استخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) في فبراير 2012 ضد قرار لمجلس الأمن الدولي وضع السعوديون مسودته وأيده الغرب وكان ينص على ضرورة أن يترك الأسد السلطة.وقال الجبير لصحيفة الحياة "الحل (في سوريا) لا يعتمد على روسيا لأن المبادئ هي أن لا دور لبشار الأسد في مستقبل سوريا والمبدأ الثاني أن نحافظ على المؤسسات المدنية والعسكرية في سوريا كي لا تعم الفوضى والانهيار."وأضاف أن المبدأ الثالث هو تشكيل مجلس انتقالي لكل السوريين لمساعدة سوريا على الانتقال إلى مرحلة جديدة.