2013 يشهد انطلاق دوري المحترفين وإنجازات جديدة لفتيات "الطائرة" وإخفاق "الأحمر" في بلوغ المونديال


◄ "العسكري" يُحرز لقب آسيا.. ويحل وصيفاً بمونديال "السيزم"


◄ إنجاز تاريخي لنادي صحم بحصد أول كأس لرابطة دوري المحترفين


◄ الحبسي "الأمين" يُحرز مع ويجان كأس الاتحاد الإنجليزي


شهد العام 2013 العديد من الأحداث الرياضية المثيرة والمميزة، بين نجاحات وإخفاقات، وعلى كافة الأصعدة؛ حيث تسابق الرياضيون العُمانيون في حصد الألقاب والبطولات والتواجد المؤثر فيها وتجاوزوا بجدارة المشاركات الشرفية، وكل ذلك جاء بعد أن بدأت المؤسسات الرياضية -ابتداءً بوزارة الشؤون الرياضية، مرورا بالاتحادات، وحتى الأندية والفرق الأهلية- تنظيم العمل المؤسسي بها والتوظيف السليم والدقيق للإمكانيات، رغم إخفاقات هنا وهناك من بعض الاتحادات والأندية، لكن الحصاد جاء وفيرًا ويعكس إرادة الدولة والشارع الرياضي بكافة أطيافه في التواجد بقوة على منصات التتويج.


الرؤية - عادل البلوشي - أحمد محمد


الساحرة المستديرة


وشهدت كرة القدم العمانية خلال العام 2013 العديد من الأحداث، ففي ظاهرة هي الأولى في تاريخ الكرة العمانية تأهلت جميع فئات المنتخبات الوطنية لكرة القدم للنهائيات الآسيوية عن جدارة واستحقاق وبعضها تأهل مبكرا، كالمنتخب الأول الذي تأهل منذ الجولة الرابعة وبشباك عذراء إلى النهائيات، وهو أمر يبشر بالخير في قادم البطولات فضلا عن المنتخب الوطني العسكري الذي أحرز لقب آسيا، وكان قاب قوسن أو أدنى من إحراز اللقب العالمي، لولا خسارته في اللحظة الأخيرة أمام الشقيق العراقي 2/3.


أما منتخب الناشئين، فقد سطر نجوم أحمرنا الصغير عن جدارة واستحقاق ملحمة جديدة من ملاحم النجاحات المتوالية بعد تأهلهم المستحق لنهائيات كأس آسيا للناشئين التي تستضيفها مملكة تايلند في العام الجديد، إثر فوزهم الرائع على الشقيق القطري بأربعة أهداف لثلاثة في مباراة كان نجمها الاول المهاجم الفذ يزيد السيابي، الذي سجل هدفين رائعين. هذا النجاح يحسب لكتيبة النجوم الصغار الذين صالوا وجالوا في ميدان المباراة ومن خلفهم طاقم فني واداري بقيادة المدرب الوطني القدير يعقوب الصباحي الذي ساهم بشكل مباشر في الفوز من خلال توجيهاته المستمرة طوال المباراة، وهذا لا ينفي أن الجميع كانوا أبطالا.


كما احتفل العمانيون بتأهل منتخبنا الوطني للشباب إلى نهائيات آسيا للشباب بعد قطيعة طويلة إثر انتزاعه الصدارة باستحقاق لحساب المجموعة الخامسة من أقدام لاعبي البحرين وفلسطين وبرصيد 6 نقاط، ضاربا موعدا في النهائيات التي ستقام في ميانمار في العام 2014.


وخلال 2013، لم يحظ أيٌّ من منتخباتنا الوطنية بالاهتمام والإعداد كالذي حظي به المنتخب تحت 22 سنة والذي وحتى كتابة هذا التقرير ينافس من أجل التأهل للدور الثاني لبطولة غرب آسيا، والتي تعتبر محطة إعداد مهمة جدا وبتوقيت مناسب قبل أن يخوض الفريق البطولة الآسيوية تحت 22 عاما بجانب منتخبات كوريا الجنوبية وميانمار ومنتخب نشامى الأردن، والتي تنظمها السلطنة في أكبر تجمع آسيوي في تاريخها الكروي. وبالرغم من تواجد الفريق في النهائيات إلا أن موجة كبيرة وغير مسبوقة تلاحق مدرب المنتخب والتي أبدت الكثير من تحفظها على طريقة المدرب الدفاعية والعناصر الموجودة بالمنتخب حيث لا يقدم الفريق الأداء المطلوب لمنتخب تعقد عليه آمال كبيرة لرفد المنتخب الأول ويبدو أن البطولة الآسيوية تحت 22 عاما هي الاختبار الحقيقي لاستمرارية المدرب من عدمه.


أما الأحمر الكبير، فقد امتزجت مسيرته في 2014 بين الفرحة والحزن، بعدما أخفق في الأمتار الأخيرة في التأهل لكأس العالم بالبرازيل، لكنه عاد وأشعل جذوة حماس الجماهير العمانية عندما تأهل وبجدارة للنهائيات الآسيوية باستراليا.


وتأهل منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم رسميًّا إلى نهائيات كأس آسيا 2015 في استراليا بفوزه على نظيره السوري 1-صفر في طهران ضمن الجولة الخامسة قبل الأخيرة من منافسات المجموعة الأولى.


كأس الرابطة


وفي إنجاز رياضي آخر، أسفر النهائي الأول لكأس رابطة دوري المحترفين العماني عن تتويج نادي صحم بطلاً لمسابقة كأس رابطة دوري المحترفين لكرة القدم على حساب نادي السيب، بعد فوزه بركلات الحظ الترجيحية في المباراة التي جمعتهما، أمس، على استاد السيب الرياضي. وكانت المباراة قد توقفت جرَّاء الأمطار والعواصف وعامل انقطاع الكهرباء يوم الجمعة 15 نوفمبر 2014 وتم استئناف الشوط الثاني من اللقاء ثاني يوم مباشرة حسب ما تنص عليه لائحة المسابقات. على إثرها يدخل نادي صحم التاريخ بصفته البطل الأول لكأس رابطة دوري المحترفين في الموسم الحالي 2013/2014.


دوري المحترفين


ويعد العام 2013، علامة فارقة في تاريخ الكرة العمانية بعد أن دشن الإتحاد العماني لكرة القدم دوري المحترفين ليقفز بالكرة العمانية نحو آفاق الاحتراف وما يحمله هذا الدوري من نقاط قوة حيث دخلت فرق الدوري في منافسة شديدة لإستقطاب النجوم من أجل الظفر بلقب النسخة الأولى لدوري المحترفين. فمع الجوانب الفنية وقوة المنافسة، ارتقى الجانب الإداري بالتوازي مع ذلك وأصبح كل شيء يدار بحرفية كبيرة بعيدا عن النمطية في إدارة المباريات بما في ذلك الجانب التحكيمي والجوانب الأخرى فجلب الخبراء من أصقاع الأرض لتقييم الأداء والاستفادة من الخبرات العالمية التي سبقتنا في هذا المجال والشراكة مع الاتحاد الإيطالي لكرة القدم أولى ثمرات ذلك تمهيدا لجعل كرة القدم العمانية صناعة مزدهرة. ومن ضمن أكبر المكاسب للكرة العمانية في العام الجاري جرَّاء تطبيقها لنظام دوري المحترفين، هو السماح للأندية العمانية في المشاركة بمسابقة دوري الأبطال الاسيوي لكرة القدم، إذ سيخوض نادي السويق التصفيات التمهيدية ويلاقي نظيره نادي القادسية الكويتي بتاريخ الثاني من فبراير المقبل.


كرة السلة


وحقق منتخبنا الوطني للناشئين لكرة السلة إنجازا تاريخيا مهما بتحقيقهم لأول إنجاز خليجي في تاريخ رياضة كرة السلة العمانية، حيث تمكنوا من الحصول على المركز الثالث والميدالية البرونزية في بطولة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لكرة السلة للناشئين، والتي استضافتها مملكة البحرين الشقيقة خلال الفترة من 20 حتى 26 أغسطس من العام الجاري، وجاء فوز المنتخب الوطني بهذا المركز عقب تفوقه على القطري الشقيق بنتيجة 101 مقابل 48 في مباراة تحديد المركزين الثالث.


ويُعد الإنجاز الذي سطره لاعبو منتخبنا الوطني للناشئيمن لكرة السلة كأول إنجاز للسلة لمنتخب السلطنة في البطولات الخليجية، ليكون هذا التتويج بمثابة خارطة الطريق للمواصلة قدما من أجل تحقيق إنجازات أكبر خلال المرحلة القادمة التي تتطلب عطاء وجهودا مضاعفة من أجل تحقيق ذلك.


راية الحبسية


وفي إنجاز آخر، كانت راية الحبسية والبالغة من العمر 25 عاما أول امرأة عربية يتم ترشيحها لنيل جائزة رولكس العالمية من الاتحاد الدولي للإبحار الشراعي والتي تمنح للبحارة المجيدين نظير إنجازاتهم خلال الفترة من 1 سبتمبر 2012 إلى 31 أغسطس 2013. وبالرغم من عدم فوزها بالجائزة، إلا أنها كانت في صدارة المهنئين للفائزين بجائزة رولكس العالمية من الاتحاد الدولي للإبحار الشراعي.


راية الحبسية التي تعلمت الإبحار منذ سنتين فقط عندما تم اختيارها للانضمام إلى برنامج الإبحار النسائي في عمان للإبحار.


فتيات كرة اليد


ونجح منتخب اليد للفتيات في كتابة إنجاز جديد للسلطنة ضمن الحضور البارز للمرأة العمانية الرياضية في مختلف ميادين البطولات الخليجية والإقليمية والدولية؛ حيث تمكن منتخب فتيات السلطنة لليد من التتويج بوصافة البطولة الخليجية الاولى لكرة اليد والتي استضافتها دولة الكويت خلال الفترة من 3 وحتى 8 من أكتوبر الجاري وبمشاركة 5 منتخبات وهي السلطنة والكويت والبحرين والإمارات وقطر، إذ استطاع منتخبنا تحقيق 3 انتصارات كانت على البحرين والكويت وآخرها كان على المنتخب الإماراتي بنتيجة 19/11.


وفي رياضة السباحة، استضافت السلطنة وخلال الفترة من 27-30 من أكتوبر الماضي، بطولة الألعاب المائية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية؛ حيث حقق سباحونا وغطاسونا 41 ميدالية متنوعة على مستوى فئتي العمومي والمراحل السنية لمسابقات السباحة وعلى مستوى منافسات الغطس؛ حيث إن هذا الإنجاز يتحقق للمرة الأولى بهذا العدد من الميداليات التي تضمنت 4 ميداليات ذهبية إحداها في منافسات فئة الغطس، وأحرزها غطاسنا المجيد سالم المسروري في مسابقة السلم الثابت 3 أمتار برصيد 276.85 نقطة، فيما جاءت الذهبيات الثلاث الأخرى عن طريق سباحينا المجيدين في منافسات السباحة وأحرزها أيمن بن حمد الكليبي في في مسابقة 200 ظهر لفئة العمومي بزمن وقدره 02:07:51 دقيقة، وعيسى بن سمير العدوي في مسابقة 100 متر حرة لفئة المراحل السنية (ناشئين) بزمن وقدره 55:20 ثانية وعبدالرحمن بن يحيى الكليبي في مسابقة 200 متر متنوع لفئة المراحل السنية (شباب).


ألعاب القوى


وواصل عداؤو منتخبنا الوطني تألقهم في مختلف البطولات التي شاركوا فيها، وكان من ضمنها هذا العام مشاركتهم الناجحة في منافسات بطولة غرب اسيا للناشئين والناشئات بالعاصمة الأردنية عمان؛ حيث نجح المنتخب من حصد سبعة ميداليات منوعة في بطولة شهدت مشاركة إحدى عشرة دولة من دول غرب آسيا، وجاء ختام البطولة مسكا لبعثة السلطنة في هذه البطولة، بعد أن تمكن منتخب التتابع للناشئين من حصد الميدالية البرونزية وبصعوبة في أحد أكثر السباقات إثارة في هذه البطولة، وأضافت كذلك اللاعبة رغد الزبيدية ميدالية برونزية اخرى للسلطنة في منافسات مسابقة رمي الجلة ليصل بذلك عدد ميداليات السلطنة الى سبع ميداليات منوعة وهي ذهبية وفضية وخمس برونزيات.


وجاءت الميداليتان البرونزيتان في اليوم الأخير من منافسات بطولة غرب آسيا عبر منتخب التتابع ودفع الجلة عبر اللاعب رغد الزبيدية وكانت المنافسة قوية في سباق التتابع حيث مثل المنتخب في هذه المشاركة زايد السيابي وامجد البلوشي واحمد المصلحي وعدنان الكحالي، وانهى المنتخب السباق في زمن وقدره 2.00 دقيقة ويعد هذا رقماً موسمياً جديداً للمنتخب وجاء في المركز الاول المنتخب البحريني بزمن 1.54 دقيقة وفي المركز الثاني المنتخب القطري بزمن 1.55 دقيقة.


وحصلت لاعبة المنتخب رغد الزبيدية على برونزية مسابقة دفع الكرة الحديدة بعد منافسة قوية من اللاعبة البحرينية والقطرية وبذلت خلالها لاعبتنا جهوداً كبيرة من أجل الحصول على تلك الميدالية وجاءت أفضل محاولاتها بالرمي لمسافة 12.26 مترا وحصلت على المركز الاول اللاعبة البحرينية نور جاسم وفي المركز الثاني جاءت اللاعبة القطرية اسرار المناعي.


أحمد الحارثي


... نجاحات عديدة هي تلك التي يحملنا إليها البطل العماني في سباقات السيارات "بورش كاريرا" أحمد الحارثي، حيث حمل العام 2013 الكثير من الإنجازات بالنسبة لبطلنا الحارثي في بطولة بلانك بان الأوروبية وكذلك بطولة جي تي البريطانية حيث تمكن من الوصول إلى منصة التتويج في البطولتين وكان فوز الفريق في الجولة التي أقيمت على حلبة سلفرستون ضمن بطولة بلانك بأن أحد أهم إنجازات الفريق رغم أنها المشاركة الأولى للفريق في هذه البطولة الكبيرة فيما واجه الفريق العديد من المشاكل في السباقات الباقية ومنها مشكلة الشفت التي حدثت للسيارة وتسببت في خروجها من احد السباقات التي جرت في فرنسا في الجولة الثانية وكذلك الاصطدام الذي حصل للسيارة في سباق 24 ساعة في بلجيكا والذي أدنى انسحاب الفريق من السباق وخسارته للعديد من النقاط.


الحبسي وكأس الاتحاد


وعلى مستوى الإنجازات الشخصية التي تحقق مردودًا وطنيًّا، قاد الحارس "الأمين" على الحبسي فريقه ويجان الإنجليزي إلى أن يُحرز لقبه الأول في تاريخه بكأس دوري رابطة الأندية المحترفة الإنجليزي على حساب أحد أعتى الأندية الإنجليزية، وقلعة الكؤوس مانشستر يونايتد، بعد أن أوصل الحبسي الفريق إلى النهائي، ولكن مارتينيز مدرب ويجان خذل الحبسي والعمانيين والعرب جميعا، والذين أرادوا مشاهدة ابن جلدتهم في النهائي بعد أن زج بمواطنه الإسباني، والذي بدوره كان في الموعد، إلا أنه صرَّح بأن لتعليمات الحبسي وتوجيهاته دور في تألقه اللافت ليحرز الحبسي مع بقية رفاقه اللقب الإنجليزي ليتوج اللاعب العام 2013 السعيد للكرة العمانية بهذا اللقب أيضا.


والخلاصة، أن العام 2013 كان سنة مميزة للكرة العمانية، رغم الإخفاقات؛ حيث تواجدت منتخباتنا الأربعة في النهائيات الآسيوية، فضلا عن أن المنتخب الأول كان قريبا جدا من التأهل لكأس العالم لولا سقوطه في الأمتار الأخيرة، كما أن المنتخب العسكري يُعد مفخرة للعمانيين بإحرازه وصافة العالم للمنتخبات العسكرية في سابقة تاريخية للكرة العمانية. وبعد شدٍّ وجذب وعلى أعلى المستويات المؤسساتية بالسلطنة اطلق الإتحاد العماني لكرة القدم دوري المحترفين في نسخته الجديدة وسط تفاؤل كبير بمهد للصناعة الكروية العمانية ودخولها عالم الاحتراف.