غزة في 2014.. حصار يشتد وعلاقات متوترة لـ"حماس" مع الأطراف المحيطة


غزة-الأناضول


رسم خبراء ومراقبون صورة قاتمة للأوضاع السياسية والمعيشية في قطاع غزة، خلال عام 2014.


وتوقعوا في تصريحات منفصلة لوكالة الأناضول للأنباء أن يشهد العام القادم، اشتداداً للحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، بالتزامن مع تردي الأوضاع الاقتصادية والإنسانية لسكان القطاع.


كما تنبأوا باستمرار التدهور في العلاقات السياسية بين حركة حماس التي تدير القطاع، ونظام الحكم الحالي في مصر، لا سيما بعد إعلان الحكومة المصرية جماعة الإخوان المسلمين بمصر "جماعة إرهابية".


وتوقع نظير المجلّي، الصحفي المختص في الشؤون الإسرائيلية من الضفة الغربية، أن يبقى القطاع في "عزلة سياسية بسبب توتر علاقاته مع كل من الجانب المصري والإسرائيلي".


ولفت المجلي إلى أن الوضع الإنساني في القطاع سيزداد سوءا، حيث توقع أن تستمر إسرائيل بسياساتها "المعلنة" تجاه القطاع وتشديد حصاره.


من جانبه، استبعد الكاتب الصحفي في صحيفة الأيام الفلسطينية الصادرة من الضفة الغربية، هاني حبيب، حدوث أي انفراجة في ملف المصالحة بين حركتي فتح وحماس خلال العام الجديد.


وقال: "إنهاء الانقسام يحتاج لزلزال سياسي يؤدي إلى تراجع كلا الطرفين عن اشتراطاتهما لعودة العلاقات".


وتوقع حبيب تراجع الدور السياسي الذي تلعبه حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.


وأوضح أن "حركة فتح ستشهد تراجعاً في عموم فلسطين، وفتح بالقطاع ستتأثر بوضع الحركة العام وستشهد انشقاقات داخلية إذا ما استمر الوضع الداخلي للحركة على ما هو عليه".


وبدا تيسير محيسن، المحلل السياسي وكاتب مقالات الرأي في بعض الصحف الفلسطينية، مشتائمًا حيال ما ينتظر قطاع غزة، خلال العام الجديد.


ففي ما يتعلق بالعلاقة السياسية بين حركة حماس ومصر، رأى أنّها ستتدهور أكثر مما هي عليه، مضيفا:" عام (2014) سيشهد موقفاً مصرياً معادياً للحركة بشكل يؤثر على القطاع عموماً".


وتوقع في المقابل محيسن أن تلجأ حماس، لتحسين علاقاتها مع إيران، كأحد الخيارات المتاحة أمامها.


وأضاف: "حركة حماس مع إيران، ستعود لسابق عهدها، بعد تأثرها بموقف الحركة من الثورة السورية".


وأوضح محيسن أنّ مصلحة كل من إيران وحركة حماس تقتضي عودة العلاقات فيما بينها، لافتاً إلى أن إيران وحسب إعلانها عام (1974) فإنها تدعم حركات التحرر في العالم، ورأت من حركات التحرر في فلسطين داعم جيد لها في المنطقة، وباعتبار أنّ إيران بحاجة إلى قواعد "عسكرية" مساندة لها في فلسطين، ستسعى لعودة علاقاتها مع حركة حماس المعروفة بثقلها العسكري والسياسي بالمنطقة.


أمّا بخصوص علاقة حماس، وإسرائيل، يرى محيسن أنّ كلا الطرفين غير معني في هذه المرحلة بالدخول في حرب شاملة.


وقال:" الوضع الميداني سيحكمه مبدأ (الفعل ورد الفعل) أي أن التصعيد من قبل حركة حماس ضد إسرائيل يواجهه تصعيد من إسرائيل ضد القطاع".


وأوضح أنّ الوضع الاقتصادي المتردي في قطاع غزة يشعر إسرائيل بـ"الإرتياح"، منوهاً إلى أنّه وحسب التقديرات الإسرائيلية فإنّ أية عملية جديدة ضد القطاع ستعيد عافية حركة حماس من جديد، وهذا ما ترفضه إسرائيل.