مؤتمر النفط والغاز يرسم مستقبل الصناعة في السلطنة.. ومشاركات دولية تبرز فرص وتحديات القطاع


◄ السنيدي يشيد بتزايد عدد الشركات الوطنية المصنِّعة لمعدات النفط


◄ العوفي يدعو إلى مواجهة زيادة صعوبة الاستخراج وارتفاع التكلفة


الرؤية - نجلاء عبدالعال


انطلقت، أمس، فعاليات مؤتمر ومعرض النفط والغاز 2014، في نسخته التاسعة، والذي يستمر على مدى 3 أيام، ويُعد المعرض هذا العام، الأكبر والأوسع مشاركة دولية على مستوى المنطقة، ويتضمَّن المؤتمر جلسات علمية ونقاشية، إضافة إلى عرض تفصيلي لتجارب السلطنة في مجال الاستخلاص المعزز للنفط، ومناقشة أحدث التطورات والفرص والتحديات والعوامل التي ترسم مستقبل صناعة النفط والغاز في السلطنة.


ورعى حفل افتتاح المعرض والمؤتمر معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي وزير التجارة والصناعة، وحضر الافتتاح معالي درويش بن إسماعيل البلوشي، ومعالي الدكتور رشيد بن الصافي الحريبي رئيس مجلس المناقصات، وعدد كبير من أصحاب السعادة المسؤولين بمختلف القطاعات. وتنظم المؤتمر والمعرض شركة أعمال المعارض العمانية "عمان إكسبو"، بالتعاون مع وزارة النفط والغاز وشركة تنمية نفط عمان وغرفة تجارة وصناعة عمان والجمعية العمانية للخدمات البترولية "أوبال".


وأكد السنيدي أن المؤتمر والمعرض يركزان على التقنيات الحديثة في مجال اكتشاف واستخراج النفط، كما أن الموضوع يحمل أهمية كبيرة، خاصة وأن السلطنة ستواجه خلال الفترة المقبلة مرحلة استخراج النفط الثقيل الذي يحتاج إلى محفزات، وليس استخراجا أوليا كما هو معتاد.. مشيرا إلى أن ما تقوم الشركات العالمية من عرضه يتضمَّن تقنيات وآلات ومعدات تتركز على الإسهام في التقليل من استخدامات الغاز في حقول النفط، إضافة إلى تقليل تكلفة الإنتاج.


وقال معاليه إن المعرض يضم مجموعة من المصانع والشركات المحلية، جنبا إلى جنب مع كبريات الشركات العالمية، خاصة مع الخبرة الذاتية التي صنعتها السلطنة في مجال الاستخلاص المعزز.. مشيدا بتحول منطقة نزوى الصناعية إلى منطقة استقطاب للصناعات المرتبطة والمتعلقة بحقول النفط والغاز، كما أن هناك أكثر من مصنع مشارك من منطقة صحار الصناعية في مجال أنابيب النفط واستخدام الحديد كمادة خام، مشيرا إلى أنه أمر يشجع على أن يقوم الشباب الباحثين عن عمل ومن لديهم مشروعات في بداية انطلاقها بزيارة المعرض للبحث عن فرص تنشيط لمؤسساتهم وشركاتهم وفرص عمل في هذا القطاع الحيوي والمهم، والذي يحتاج عمالة ضخمة.


وأكد معالي وزير التجارة والضناعة، أن نسبة التعمين في قطاعي النفط والغاز محفزة للباحثين عن عمل للانضمام للقطاع؛ حيث وصلت في معظم الشركات إلى أكثر من 80 بالمائة، بل إن بعضها تخطت النسبة فيه 90 بالمائة. ودعا السنيدي الشباب -على وجه خاص- إلى تفقد المعرض والتعرف على الفرص فيه، مشيرا إلى أن المعرض ليس للمؤسسات الحكومية ووزارة النفط والغاز، وإنما للجيل المقبل الذي سيعمل على إدارة منشآت الصيانة والتصنيع، وهو ما يُعزز من توجه وزارة النفط والغاز وشركات النفط العاملة بالسلطنة نحو زيادة القيمة المضافة.


ومن جانبه، قال سعادة المهندس سالم بن ناصر العوفي وكيل وزارة النفط والغاز، إن المؤتمر والمعرض يُعد فرصة للتعرف على خبرات وتقنيات متنوعة، وفي الوقت ذاته استعراض الخبرات العمانية التي أصبحت من علامات مجال الاستخراج المعزز للنفط.. وألقى سعادته كلمة في بداية المؤتمر؛ أوضح من خلالها أن اعتماد السلطنة على إنتاج النفط والغاز كعائد محلي بلغ 83 بالمائة، وأن هذه النسبة لن تتغير خلال السنوات القليلة المقبلة، لكن يُمكن أن تنخفض إلى 70 بالمائة. وأوضح أن هذه الحقيقة لابد من التعامل معها حتى يتم تغييرها، والتمكن من التنويع في مصادر أكبر للعوائد المحلية.. مشيرا إلى أنه نظرا لأهمية النفط، فلابد من التعامل مع الوضع الحالي؛ بحيث يُمكن تحقيق أقصى استفادة وطنية من هذه الثروة. وبيَّن أنه من الحقائق التي تحتاج إلى مواجهة أيضا أن إنتاج النفط السهل أصبح من الماضي بعد أن أصبحت نسبة ما يتم استخراجه من النفط بالطرق الأولية يتناقص، مقابل تزايد الحاجة لاستخدام وسائل محفزة ومساعدة لاستخراج النفط المتزايد الكثافة واللزوجة، أو ما يُطلق عليه الاستخراج المعزز للنفط، بجانب التوجه العالمي للبحث عن النفط والغاز غير التقليديين.


وقال العوفي: إن هناك أكثر من مشروع ناجح في مجال الانتاج المعزز للنفط؛ منها: مشروع مخيزنة وقرن علم وهرويل، وهي تجارب تتنوع بين التحفيز عن طريق ضخ الماء أو البخار أو الغاز.. مؤكدا أن جميعها أظهرت نتائج مبشرة حتى الآن، بجانب تجارب لاستخدام المواد الكيماوية في إذابة النفط الذي يسهل عملية الانتاج مثلما يتم العمل عليه في مشروع حبحب، وإن كان يُعد الأكثر كلفة بين الأساليب التعزيزية للاستخراج.. وأشار إلى أن الإنتاج المعزز للنفط في السلطنة يبلغ حوالي 18 بالمائة بما يصل إلى 200 ألف برميل يومياً.


وأكد سعادته أن خبرة السلطنة في وسائل الانتاج المعزز أصبحت قوية، بل وتحتذى في العالم، ومن شأنها أن توفر امكانية لمزيد من الانتاج من الاحتياطات الضخمة الموجودة بالسلطنة على أعماق أكبر أو أماكن أكثر صعوبة أو بدرجة لزوجة أعلى، لكنه أشار على الجانب الآخر إلى أن الكلفة الإنتاجية يتم التعويل عليها كثيراً في هذا المجال؛ حيث إنه في مقابل تكلفة البرميل في الإنتاج الأولي التي تتراوح بين 4 دولارات و5 دولارات للبرميل، فإنها تصل في اسلوب الانتاج المعزز للنفط إلى ما بين 10 و12 دولاراً أمريكيا للبرميل وبالتالي تتضاعف تكلفة الانتاج.. مشيرا إلى أن الشركات تبذل جهوداً لتقليص تكلفة الإنتاج وهذا ما يتطلب تكنولوجيا جديدة في عملية الحفر والتفجير الأرضي، متزامنا مع الاهتمام البالغ بتعزيز إجراءات الأمن والسلامة لكل موظف يعمل في هذا القطاع.


وأكد العوفي أن هناك تزايدا في عدد وقدرة الشركات المحلية التي تقوم بتصنيع الآلات والمعدات المطلوبة في مجال الاستخراج المعزز؛ حيث من حوالي 300 شركة تعمل بالسلطنة، فإن نصف هذا العدد تقريبا شركات محلية وتقوم بالتصنيع داخل السلطنة لمعظم الأدوات؛ ومن بينها أيضا الصناعات الثقيلة وعمليات الحفر والتفجير الأرضي.


فيما قال الدكتور صالح بن علي العنبوري مدير عام إدارة الاستثمارات البترولية بوزارة النفط والغاز في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، إن هذا المؤتمر يعد من أهم المؤتمرات في العالم وذلك لطبيعة السلطنة والتي اجتذبت العديد من المختصين، وبالتالي تعد رائدة في مجال استخلاص النفط وتطبيق الكثير من التكنولوجيا في هذا المجال. وأشار إلى أن هذا المؤتمر يعتبر فرصة لتبادل الخبرات والمعرفة في مجال الاستخلاص المعزز للنفط والتعرف على التقنيات الجديدة، خاصة مع البحث عن تقنيات تقلل من التكلفة العالية للاستخراج المعزز.


وأوضح أن نسبة المشاركين في المعرض هذا العام تطور بنسبة 30% مساحة إضافية لاستيعاب المشاركة الكبيرة التي انضمت للمعرض هذا العام سواء من الشركات العالمية أو المحلية، وكذلك شهدت المشاركة في المؤتمر وجلساته نسبة زيادة كبيرة؛ حيث سيناقش تفاصيل آلية زيادة الانتاج والتقنيات الحديثة في هذا المجال وعرض التجارب وتبادل الخبرات والاراء. وأكد أن المعرض يوفر للمختصين في مجالي النفط والغاز فرصاً واسعة للتواصل مع نظرائهم في نفس المجال من مختلف أنحاء العالم ويسلط الضوء على أحدث المنتجات والمعدات والخدمات الموجودة في الأسواق اضافة إلى آخر التطورات في هذا المجال.