"البحث العلمي" يمول دراسة حول حصى الكُلى في السلطنة


مسقط – الرؤية-


يمول مجلس البحث العلمي مشروعا بحثيا بعنوان "دراسة مكونات حصى الكلى في السلطنة" حيث تعتبر حصى الكلى والمسالك البولية من الأمراض الشائعة في منطقة الخليج العربي بشكل عام وسلطنة عمان بشكل خاص لكون المنطقة العربية ذات طبيعة حارة ومناخ جاف الأمر الذي يجعل الجسم البشري يستهلك معدلا أكبر من تناول مياه الشرب لكبح حرارة الجو وفقدان الماء عبر التعرق وغيره. ولعدم توافر إحصائيات حول معدل انتشار الحصى الكلوي في السلطنة أو معرفة مكوناته وخصائصه، ولمعرفة هذه التفاصيل وغيرها.


يهدف المشروع البحثي إلى دراسة مكونات حصى الكلى من حيث نوعه وحجمه وأماكن تواجده سواء في الحالب أو المثانة أو الكلية الأمر الذي سوف يسهل عملية صرف العلاج حسب نوع الحصى ومكان وجوده في الجسم. ولتسليط الضوء على هذه الدراسة كان لنا هذا الحوار مع الباحث الرئيسي لمشروع دراسة مكونات حصى الكلى في السلطنة الدكتور محمد سالم المرهون استشاري جراحة الكلى والمسالك البولية والتناسلية ورئيس لجنة البحوث العلمية بقسم الجراحة بكلية الطب جامعة السلطان قابوس.


وقال الدكتور محمد سالم المرهون بأن فكرة المشروع تقوم على دراسة مكونات حصى الكلى لدى المرضى في السلطنة عن طريق استخدام جهاز خاص يهدف إلى تحليل مكونات حصى الكلى لـ500 مريض تم علاجهم بالمستشفى الجامعي كما يتم خلال الدراسة تجميع المعلومات الإكلينيكية للمرضى والمعلومات المتعلقة بالتحاليل المخبرية بالإضافة إلى معلومات الحصى مثل الحجم والشكل والموقع داخل الجهاز البولي ومكونات الحصى عن طريق استخدام تقنية الأشعة تحت الحمراء.


وأضاف المرهون أن هذه الدراسة تعتبر الأولى من نوعها في السلطنة لتحليل مكونات الحصى البولي. كما أن معرفة مكونات الحصى سوف تزودنا بالمعلومات اللازمة لبناء قاعدة بيانات يتم الاستفادة منها في الدراسات المستقبلية المتعلقة بمسببات ومكونات الحصى لدى المرضى بالسلطنة وأضاف بأن هذا المشروع البحثي قام بتخريج طالب ماجستير الباحث عبد الحكيم الهنائي كما سوف يزود مختبرات المستشفى الجامعي بالتقنيات الجديده اللازمة لتحليل حصى الكلى.


وأردف المرهون أن آلية الدراسة تقوم بتحليل مكونات حصى الكلى بعد إخضاع المريض لعملية المنظار الجراحي لإستخلاص الحصوة من الكلية أو الحالب أو المثانة أو مرور الحصي التلقائي من الجهاز البولي, بعدها يقوم الفريق البحثي بتجفيف الحصوة وطحنها ووضعها في الجهاز التحليلي بحيث يقوم الجهاز بمقارنة التغيرات الضوئية مع قاعدة البيانات المسجلة لدى الجهاز وإعطاء تقرير مكونات الحصى الأمر الذي سوف يسهل مهمة الطبيب لصرف نوعية الدواء حسب نوع الحصى ومكان تواجدها .


وتطرق المرهون إلى النتائج الأولية للدراسة حيث شملت الدراسة حتى الآن 135 عينة لمرضى عمانين مصابين بحصى الكلى وسجلت الدراسة بشكل مبدئي وجود نسبة اكسلات الكالسيوم 74% في العينات، ونسبة وجود فوسفات الكالسيوم 28% وحامض اليوريك 20% وحصى التهابات الكلى 2% كما أظهرت العينات ارتفاع نسبة مادة السستين إلى 7% وهي تعد نسبة مرتفعة إلى حد ما مقارنة بإحصائيات دولية في هذا المجال. الأمر الذي يستدعي ضرورة التركيز على هذه الظاهرة ودراستها علميًا وإيجاد الحلول المناسبة لها. لذا يؤكد الدكتور محمد المرهون على ضرورة تناول الماء بكميات كافية تتراوح ما بين 2,5 إلى 3 لتر يوميًا وعدم تعرض الجسم للجفاف.


وأكد المرهون أنه سوف تكون هناك دراسة مستقبلية تركز على حصى السستين ومسبباتها وعواملها الوراثية وينصح العوائل التي لديها علم بوجود حصى السستين في أحد أفراد الأسرة بأن يقوم بقية الأفراد بمراجعة الطبيب المختص لعمل الفحوصات اللازمة والمتابعة.