روسيا تشرع في إلغاء اتفاقيات أسطول البحر الأسود مع أوكرانيا.. و"تتار القرم" يتطلعون للحكم الذاتي لمخاوف "الاضطهاد"


موسكو - باريس- الوكالات -


بدأت روسيا، أمس، إجراءات لإلغاء اتفاقيات أسطول البحر الأسود الروسى مع أوكرانيا، بحسب ما صرح به ديمترى بيسكوف المتحدث باسم الكرملين.


ونسبت وكالة أنباء نوفوستى الروسية فى نسختها الإنجليزية إلى بيسكوف قوله "إنه من ضمن الاتفاقيات المقرر الغاؤها اتفاقية وقعت فى عام 1997 بشأن وضع الأسطول فى شبه جزيرة القرم والتى تم تمديدها 25 عاما بموجب اتفاق فى عام 2010 وقعه الرئيس الاوكرانى آنذاك فيكتور يانوكوفيتش. وبموجب هذا الاتفاق حصلت أوكرانيا على خصم بقيمة 100 دولار على كل ألف متر مكعب من الغاز الطبيعى المستورد من روسيا.


ويتخذ أسطول البحر الأسود الروسى من ميناء سيفاستوبول المطل على البحر الأسود بالقرم قاعدة له، وقال الكرملين فى وقت سابق من الشهر الجارى إن القاعدة لم تعد واقعة فى أوكرانيا وأنه ليس هناك أى داع للاستمرار فى حصول أوكرانيا على خصم على الغاز الذى يتم توريده لها من روسيا.


وعلى صعيد متصل، التقى، أمس، وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، في العاصمة الفرنسية باريس نظيره الروسي سيرجي لافروف، في محادثات أمريكية-روسية مفاجئة بشأن الأزمة الأوكرانية، وتأتي تلك المباحثات في أعقاب تحذير أمريكي من أهداف ما وصفته واشنطن بالحشد الروسي الكبير على حدود أوكرانيا.. رغم نفي روسيا سعيها لغزو كييف.


وكان الرئيسان الأمريكي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين، قد أجريا، منذ أيام، مباحثات هاتفية بشأن مقترحات محتملة لحل الأزمة الاوكرانية سلميا. وتقول التقارير إن مباحثات أمس ركزت على اقتراحات أمريكية ناقشها الرئيسان.


إلى ذلك، فقد اقترح زعيم التتار في شبه جزيرة القرم، أمس، أن تسعى الأقلية المسلمة من السكان الأصليين البالغ تعدادهم 300 ألف نسمة للحصول على حكم ذاتي في شبه الجزيرة الواقعة على البحر الأسود والتي ضمتها روسيا من أوكرانيا. واجتمع التتار من جميع أنحاء القرم في مدينة بختشي سراي لعقد مؤتمر طارئ لاتخاذ قرار حول مصير هذه الأقلية المسلمة البالغ عدد أعضائها نحو 300 ألف شخص في شبه الجزيرة. ونقلت وكالات أنباء عن زعيم التتار رفعت شوباروف قوله: "تأتي لحظة في حياة كل شعب يتعين عليه فيها اتخاذ قرار بشأن مستقبله".. وحث شوباروف المشاركين في المؤتمر الذي جرى في مركز تابع لهذه الأقلية، على التصويت على مسودة قرار تدعو إلى "اطلاق إجراءات سياسية وقانونية للحصول على الحكم الذاتي على الأراضي القومية لشعب التتار في القرم على أراضيه التاريخية".


وتشير المسودة إلى مخاوف تتار القرم حول الاضطرابات التي شهدتها شبه الجزيرة مؤخرا بعدان قامت مليشيا موالية لروسيا والقوات الروسية بطرد الجنود الأوكرانيين عقب الاستفتاء الذي صوتت بموجبه شبه الجزيرة على الانشقاق عن أوكرانيا والانضمام إلى روسيا.