"تنمية نفط عُمان" تستعرض أحدث أساليب الاستخلاص المعزز للخام


مسقط - الرؤية


كشفت شركة تنمية نفط عمان النقاب عن إمكانية أن تجني السلطنة فوائد اقتصادية ضخمة عندما تصبح مركزاً عالمياً للتميز والخبرة والابتكار في مجال الاستخلاص المعزِّز للنفط؛ وذلك على هامش معرض ومؤتمر عمان الدولي للنفط والغاز لعام 2014 التي انطلقت أعماله أمس.


واستمعت الوفود -التي حضرت من جميع أرجاء العالم وشاركت في المؤتمر- إلى احتمالية تحقيق منافع تجارية "كبيرة جدًّا" للبلاد. ويستمر المؤتمر لمدة ثلاثة أيام.


وتعمل شركة تنمية نفط عمان حالياً على 16 مشروعاً وتجربة في مجال الاستخلاص المعزز للنفط مع وجود 6 مشاريع أخرى في مرحلة الدراسة. وقد أكملت الشركة مؤخراً أحد هذه المشاريع التجريبية بنجاح في مرفق أمل-غرب، الواقع جنوب منطقة الامتياز التابعة للشركة. وهو مشروع يعمل على استخدام الطاقة الشمسية كبديل للغاز الطبيعي لتوليد بخار يُستخدم لاستخلاص النفط، ويتميَّز بكونه أقل تكلفة وصديقاً للبيئة.


وقال راؤول ريستوشي المدير العام لشركة تنمية نفط عمان في الكلمة الرئيسية: "لا شك أن لأساليب الاستخلاص المعزز للنفط التي تعتمد على الطاقة الشمسية منافع كبيرة تعود على البيئة، فضلاً عن تأمين مصدر للطاقة؛ الأمر الذي يمكننا من توجيه استخدام الغاز الطبيعي إلى أنشطة اقتصادية أخرى كتوليد الطاقة، وتحلية المياه، وغيرها من العمليات الصناعية".


وأضاف ريستوشي: "إن الفوائد التي قد يسفر عنها استخدام الطاقة الشمسية في الاستخلاص المعزز للنفط قد تكون كبيرة جداً. ومن شأن أعمال البحث والتطوير والتصميم، وتصنيع تكنولوجيا الطاقة الشمسية وبنيتها الأساسية واستخدامها أن تعزز من سمعة الشركة بكونها مركزاً عالمياً للتميز والإبداع في مجال الاستخلاص المعزز للنفط، وبإمكانها كذلك أن توفر فرصاً في إطار القيمة المحلية المضافة لتطوير الكفاءات العمانية وإيجاد فرص عمل والمساهمة في تنويع الاقتصاد". وتابع: "ملتزمون بضمان تعمين التقنيات الرئيسية، والخدمات والمواد الأساسية التي تتطلبها أساليب الاستخلاص المعزز للنفط قدر الإمكان، مع الالتزام بالجودة والتكلفة التنافسية. ولا سبب يمنع من توجيه القوة الشرائية الهائلة لصناعة النفط والغاز لما فيه مصلحة الوطن والمواطنين، والاستمرار في تطبيق نهج القيمة المحلية المضافة".


وتعمل الشركة حالياً مع أساليب مختلفة للاستخلاص المعزز للنفط؛ منها: الأسلوب الحراري، والحقن بالغاز الخلوط، والأسلوب الكيميائي. ومن المؤمل أن تكون هذه الأساليب مسؤولة عن ثلث إجمالي إنتاج الشركة بحلول العام 2023، مع انخفاض فاعلية الأساليب التقليدية. وقد كشف راؤول -على سبيل المثال- أن الشركة قد أسندت مؤخراً عقد تطوير المرحلة التالية من عملية التوسعة التي تهدف إلى إنتاج 250 مليون برميل نفط إضافي في مشروع هرويل، أول مشروع متكامل للحقن بالغاز الخلوط، كزيادة على الهدف الأولي المحدد وهو 160 مليون برميل.


وفي هذا الشأن، قال المدير العام للشركة: "مع وجود عدد من موجودات الشركة التي بلغت مرحلة النضج الاستكشافي ومكامن النفط والغاز المعقدة في السلطنة، أصبحت أساليب الاستخلاص المعزز للنفط، أمرًا لا بد منه إذا ما أردنا تحسين الاستخلاص في نهاية المطاف والارتقاء إلى توقعات أصحاب الشأن".. مضيفا بأن "الأخبار السارة هي أن نتائج التحليل المكثف والتطبيق الميداني الذي أجري على بعض المناطق التابعة للشركة أماطت اللثام عن وجود كميات كبيرة من النفط الذي يمكن استخلاصه باستخدام تقنيات الاستخلاص المعزز للنفط. وها نحن اليوم نفي بالوعد بتكثيف الجهود في مجال الاستخلاص المعزز للنفط، لا سيما فيما يخص البحث والتطوير، وتجربة الحقول والمشاريع التجريبية واستخدام تكنولوجيا جديدة بهدف صياغة خارطة طريق مناسبة لاستخدام أساليب الاستخلاص المعزز للنفط لكل حقول الشركة".


وأشار ريستوشي إلى أنه يمكن القول بأن العمل في السلطنة الآن من أكثر الأوقات تشويقاً، إذ إننا في صدارة أساليب الاستخلاص المعزز للنفط؛ فنحن نستكشف ونطبق حلولًا مبتكرة للتحدي المتمثل في استكشاف أفضل طريقة لاستخلاص النفط. وقد مكنتنا أساليب الاستخلاص المعزز للنفط من زيادة العمر الافتراضي لحقولنا وتعظيم الاستخلاص بشكل ملحوظ، إلا أنه ترتب علينا العمل خارج نطاق العمليات المعهودة؛ وذلك من أجل تعزيز الاستخلاص من مناطق جوفية تتضمن صخوراً تعد من بين الأقدم في العالم".


ومن المقرر أن يقدِّم خبراء من الشركة 15 ورقة عمل في مؤتمر جمعية مهندسي البترول، الذي يتمحور حول موضوع الدفع قدماً بأساليب متكاملة وإبداعية للاستخلاص المعزز للنفط، ويقام المؤتمر على هامش المعرض في فندق جولدن توليب.


ويُشار إلى أن شركة تنمية نفط عمان هي أكبر شركة لاستكشاف وإنتاج النفط والغاز في سلطنة عمان؛ حيث تنتج نحو 70 بالمائة من النفط الخام العماني، وتقريباً كامل إنتاج السلطنة من الغاز الطبيعي. كما أن الشركة مملوكة لحكومة السلطنة (بنسبة 60 بالمائة من الأسهم) ومجموعة شل (بنسبة 34 بالمائة من الأسهم) وشركة توتال (4 بالمائة) وشركة بارتكس (2 بالمائة). تقوم الشركة بإنتاج الغاز والمكثفات بالنيابة عن حكومة السلطنة.