26 قتيلا في مواجهات بين الحوثيين والجيش بالجوف

انتشارعسكري في «الحزم» تحسباً لأي طارئ -

صنعاء- «عمان»- جمال مجاهد- (أ ف ب): أعلنت مصادر قبلية ان 24 قتيلا من مسلحي حزب الاصلاح الإسلامي والمتمردين الزيديين قتلوا أمس في معارك عنيفة في الحزم كبرى مدن محافظة الجوف شمال شرق صنعاء كما قتل جنديان وجرح ثلاثة آخرون من بينهم مدير مكتب قائد محور الجوف الملازم حمود غازي.

وجرت هذه المعارك حول مجمع لمكاتب الادارة المحلية بين الجيش وحزب الاصلاح من جهة ومتمردين زيديين قدموا من شمال اليمن، كما اوضحت هذه المصادر.

وصرحت مصادر قبلية أخرى ان المقاتلين الحوثيين يحاولون السيطرة على مجمع المكاتب لكن الجيش ومقاتلي حزب الاصلاح يدافعون عنه بقوة، مستخدمين كل انواع الأسلحة.

وذكر شهود عيان ان المتمردين الحوثيين وفي مواجهة قوة الجيش، استدعوا تعزيزات في طريقها للوصول.

وان المواجهات المسلّحة دارت بين متظاهرين من حركة الحوثيين “أنصار الله” وجنود يتبعون حراسة المجمع الحكومي في المحافظة بعد ظهر أمس.

وبحسب المصادر فإن المواجهات اندلعت بين تظاهرة نظمها الحوثيون، وعناصر قوات الأمن عند النقطة الرئيسية القريبة من المجمع الحكومي في المحافظة.

وأخمد الجيش محاولة فاشلة لمسلّحي الحوثيين كانت تهدف لإسقاط المجمع الحكومي بمدينة الحزم بالجوف، حيث تم إعطاب ثلاثة أطقم تابعة للحوثيين، كما انتشر الجيش في عاصمة المحافظة تحسباً لأي طارئ.

وأفادت مصادر محلية بمحافظة الجوف أن المواجهات جاءت بعد انتهاء الحوثيين من القيام بمسيرة راجلة تم الحشد لها من عدة مديريات بالمحافظة الهدف منها حسب قول المنظّمين إسقاط حكومة الوفاق الوطني.

وأضافت المصادر أن الحوثيين قاموا بمسيرتهم دون أي اعتراض من أحد, وبعد انتهاء المسيرة تفرقت كل مجموعة من حيث أتت عائدة إلى مديرياتها, باستثناء مجموعة مرت من إحدى النقاط القريبة من المجمع الحكومي بالحزم وقامت باستفزاز الجيش, وإطلاق النار على أحد الأطقم ومحاولة اقتحام المجمع الحكومي, أعقبها رد من قوات الجيش, حيث تم ضرب أحد أطقم الحوثيين بمن كان عليه وسقط عدد من القتلى والجرحى بالإضافة إلى جرح جنديين في تلك المواجهات, في حين فرّت عدة أطقم حوثية وقامت قوات الأمن بملاحقتهم ولكنهم اختبأوا في أحد المنازل, كما باشرت قوات الجيش بفرض حصار على المنزل قبل أن يقوم الحوثيون بتسليم أنفسهم لقوات الأمن شرط عدم مسهم بأذى.

وهذه هي المرة الأولى التي تندلع فيها اشتباكات مسلّحة بين الحوثيين “الذين ينتمون للمذهب الزيدي” والجيش منذ انتهاء الحرب السادسة بين الطرفين في محافظة صعدة “شمال اليمن” عام 2010. كما تأتي هذه المواجهات عقب مواجهات مسلّحة دارت خلال الفترة الماضية بين الحوثيين والسلفيين في منطقة دمّاج بصعدة، وبين الحوثيين ورجال القبائل في محافظات عمران وحجة والجوف ومنطقة أرحب بمحافظة صنعاء، والتي انتهت بالتوصل إلى اتفاقات هشة للهدنة ووقف القتال.

ويبدو ان الحوثيين يحاولون السيطرة على الحزم للضغط من اجل الحاق كل محافظة الجوف الى منطقة ازال التي يتمركزون فيها بكثافة وتعد من الأقاليم الستة في التقسيم الذي اعلنه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لدولة اتحادية من ستة أقاليم.

وبموجب هذه الصيغة، سيكون للحوثيين تواجد كبير في إقليم ازال الذي يضم صنعاء وصعدة معقل الحوثيين، وعمران وذمار.

وكان المتمردون الحوثيون الشيعة رفضوا هذا التقسيم.

وقال متحدث باسمهم ان الصيغة التي اعتمدت لرسم شكل الدولة الاتحادية المقبلة والتي ستجعل اليمن ستة أقاليم، تقسم اليمن الى “اغنياء وفقراء”.

ولن يحظى الحوثيون بموجب هذا التقسيم بمنفذ على البحر من خلال محافظة حجة التي الحقت بأقليم تهامة، كما لن يحظوا بتأثير على مناطق النفط في محافظة الجوف التي الحقت بأقليم سبأ.

وخاض الحوثيون في الأشهر الأخيرة معارك لتوسيع نفوذهم في شمال اليمن، بما في ذلك في حجة والجوف. ورفض الحراك الجنوبي الذي يتمسك بصيغة من إقليمين تستعيد في الشكل حدود دولتي اليمن الشمالي والجنوبي السابقتين، هذا التقسيم أيضا.